كتاب المضاربة
قوله : ومنه : قارض إلى آخره.
هذا الكلام يحتمل معان :
أحدها : أن يكون المراد : أنّه ساو الناس في المعاشرة والمخالطة ما دام هم يساوونك ولا يريدون الزيادة والتسلّط عليك ، ولا تتركهم ، فإنّك إن تركت الناس [ و ] لم تعاشرهم ولم تخالطهم لم يتركوك ، بل يقعون فيك ويغتابونك مطلقا ، فساوهم ودار معهم وعاشرهم بالمساواة ، إلّا إذا أرادوا الزيادة عليك ، فاتركهم حينئذ ، وإن لم يتركوك حينئذ أيضا ، ولكن تحمّل زيادتهم وتسلّطهم أشد من غيبتهم ووقوعهم فيك.
وثانيها : أن يكون المراد : ساوهم ما داموا يساوونك ، فإن تركتهم في هذه الحالة ولم تعاشرهم أصلا لم يتركوك ؛ إذ يعلمون أنّه لا عذر لك في ترك مخالطتهم.
وثالثها : أن يكون المراد : ساوهم ما داموا يساوونك ، فإن تركت مساواتهم حينئذ وأردت الزيادة عليهم لم يتركوك ويغتابوك أو لم يتركوك مسلطا عليهم ، بل يضعوك ويذلوك.
قوله : ولا في الأجل.
عطف على قوله : « بذلك » أي : ولا تصير لازمة في الأجل أي : في ظرف المدّة التي بين العقد والأجل.
قوله : أو نوعا خاصّا.
أي : نوعا من بعض التصرّفات كنوع خاصّ من البيع ، أو من الشركاء ، كأن يقول : بشرط أن يشتري المتاع الفلاني إلى سنة كذا ، أو تبيع من زيد إلى شهر ، وأمثال ذلك.