بابٌ
في فلق صدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم
[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٥ ص ١٣٩ ] روى بسنده عن أُبي بن كعب ، قال : ان ابا هريرة كان جرياً على ان يسأل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره ، فقال : يا رسول الله ما أول ما رأيت في امر النبوة ؟ فاستوى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم جالساً وقال : لقد سألت أبا هريرة ، إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهر ، وإذا بكلام فوق رأسي واذا رجل يقول لرجل أهو هو ؟ قال : نعم فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط ، وأرواح لم اجدها من خلق قط وثياب لم أرها على أحد قط ، فأقبلا إليّ يمشيان حتى اخذ كل واحد منهما بعضدي لا اجد لأحدهما مساً ، فقال احدهما لصاحبه : اضجعه فاضجعاني بلا قصر ولا هصر ، وقال أحدهما لصاحبه أفلق صدره فهوى أحدهما الى صدري ففلقه فما أرى بلا دم ولا وجع ، فقال له اخرج الغل والحسد فأخرج شيئاً كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها فقال له : أدخل الرأفة والرحمة فاذا مثل الذي اخرج يشبه الفضة ، ثم هز ابهام رجلي اليمنى ، فقال : اغد واسلم ، فرجعت بها أغدو رقة على الصغير ورحمة للكبير .