نسق بعيراً وهي تكاد تنض من الملء ، ثم قال : هاتوا ما عندكم ، فجمع لها من الكسر والتمر حتى أتت أهلها ، قالت : لقيت أسحر الناس أو هو نبي كما زعموا ، فهدى الله ذلك الصرم بتلك المرأة فأسلمت واسلموا ( اللغة ) المزادة الراوية ، العزلاوين مثنى العزلاء ، وهو مصب الماء من القربة ونحوها ، سميت بذلك لأنها في أحد خصمي القربة لا في وسطها ، ولا هي كفمها الذي منه يستقي فيها . ويقال نضت القربة أو تنض من شدة الملء إذا انشقت ، والصرم بكسر الصاد المهملة وسكون الراء : الجماعة .
[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٧٨ ]
روى بسنده عن أبي هريرة ، قال : كان أهل الصفة أضياف أهل الإِسلام لا يأوون على أهل ولا مال ، والله الذي لا إله إلا هو ان كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وأشد الحجر على بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون فيه فمر بي أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ، ما أسأله إلا ليشبعني ، فمر ولم يفعل ، ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله ما أسأله إلا ليشبعني ، فمر ولم يفعل ، ثم مر أبو القاسم صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فتبسم حين رآني ، وقال : أبا هريرة قلت : لبيك يا رسول الله ، قال إلحق ومضى فأتبعته ودخل منزله فاستأذنت فأذن لي فوجدت قدحاً من لبن فقال : من أين هذا اللبن لكم ؟ قيل : أهداه لنا فلان فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أبا هريرة ؟ قلت : لبيك ، فقال : إلحق أهل الصفة فأدعهم وهم أضياف الإِسلام لا يأوون على أهل ومال ، إذا اتته صدقة بعث بها اليهم ولم يتناول منها شيئاً ، وإذا أتته هدية أرسل اليهم ، فأصاب منهم وأشركهم فيها فساءني ذلك وقلت : ما هذا القدح بين أهل الصفة ؟ وأما رسوله اليهم فسيأمرني أن أديره عليهم ، فما عسى أن يصيبني منه ؟ وقد كنت أوجو ان اصيب منه ما يغنيني ، ولم يكن بد من طاعة الله وطاعة رسوله ، فأتيتهم فدعوتهم فلما دخلوا عليه وأخذوا مجالسهم ، فقال : أبا هريرة خذ القدح وأعطهم فأخذت القدح فجعلت أناوله الرجل فيشرب حتى يروي ثم يرده فاناوله الآخر حتى انتهيت به الى رسول الله