عليه و ( آله ) وسلم وأُجرع منهزماً وعليّ بردتان متزراً باحداهما مرتدياً بالأخرى ، فاستطلق أزاري فجمعتهما جميعاً ومررت على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم منهزماً وهو على بغلته الشهباء ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لقد رأى ابن الأكوع فزعاً ، فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب من الأرض ثم استقبل به وجوههم ، فقال شاهت الوجوه . ، فما خلق الله منهم انساناً إلا ملأ عينيه تراباً بتلك القبضة ، فولوا مدبرين فهزمهم الله عز وجل وقسم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم غنائمهم بين المسلمين .
[ صحيح مسلم ] في كتاب الزهد ، في باب حديث جابر الطويل ، روى بسنده عن عبادة بن الوليد قال : خرجت أنا وأبي نطلب العلم في الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا ، فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، ثم ساق الحديث ( إلى ان قال ) ثم مضينا حتى أتينا جابر بن عبد الله ( رضي الله عنه ) في مسجده وهو يصلي ( إلى أن قال ) جابر سرنا مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حتى نزلنا وادياً أفيح ، فذهب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقضي حاجته فاتبعته بأداوة من ماء فنظر رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فلم ير شيئاً يستتر به فاذا شجرتان بشاطىء الوادي فانطلق رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فاخذ بغصن من أغصانها . فقال : انقادي عليّ باذن الله فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها فقال : إنقادي علي بإذن الله فإنقادت معه كذلك حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما لئم بينهما ـ يعني جمعهما ـ فقال : التئما عليّ بإذن الله فالتأمتا ( إلى
ان قال ) جابر فحانت مني لفتة فاذا أنا برسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم مقبلاً وإذا الشجرتان قد افترقتا ، فقامت كل واحدة منهما