(٧) أول الخلفاء الإثنى عشر هو الإمام علي بن أبي طالب
يلاحظ القارئ لحديث (الخلفاء الإثني عشر) عند اطلالته الأولية عليه أنَّ الدائرة التي تشمل هؤلاء الخلفاء قد تبدو واسعةً إلى حدٍ ما ، ولكن ، ومن خلال النظر في القواسم المشتركة بين هياكل الحديث اللفظية المتنوعة التي أشرنا إليها سابقاً ، ومن خلال الإطّلاع على القيود والمخصّصات الإضافية التي وردت على لسان طائفة معتدّ بها بنفس هذا المضمون.. من خلا هذا نستطيع وفقاً للسير العلمي الإنتقال من تلك الدائرة الواسعة إلى دائرة أضيق ، ونقف على المقصود الواقعي من الحديث ، وتحديد هوية الأشخاص الذين أشار إليهم رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) من خلاله.
ومن المفردات الأخرى التي تتجه بالحديث نحو هذا المسار من التحديد والتخصيص النصوص التي دلّت على أنَّ أول (الخلفاء الإثنى عشر) المقصودين بهذا الحديث هو علي بن أبي طالب (عَليهِ السَّلامُ).
ومما لا يقبل الريب أنَّ جميع ما أستفيد من الأحاديث المتقدمة من إستنتاجات ينطبق على علي بن أبي طالب (عَليهِ السَّلامُ) تمام الإنطباق ، ويتجسد فيه بأجلى الصور وأوضحها ، فلنعد ، وننظر في تلك القواسم المشتركة لنرى دقّة هذا التوافق والإنسجام :
إنّ الأحاديث المتقدمة قد نصّت على أنَّ (الخلفاء الاثني عشر) من (قريش) ، وعلي بن أبي طالب (عَليهِ السَّلامُ) كذلك كما لايخفى ، وأمّا الأحاديث التي دلّت على أنَّهم من (بني هاشم) ، فهي تكرّس هذه الحقيقة أيضا ، وتضيف إليها ما يوطدها ، ويؤكدها بشكل أوثق.