ومنها أنه (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) هدد الكفار به (عَليهِ السَّلامُ) ، ليضرب رقابَهم على الدين وهم مجفلون إجفال النعم ١.
ومنها أنَّه (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) دفع له (عَليهِ السَّلامُ) الراية يوم خيبر ، ووصفه بأنَّه يحبُّ اللهَ ورسولَه ، ويحبُّه اللهُ ورسولُه ، يفتح الله له ، ليس بفرّار ، وهو إذ ذاك أرمد العينين ٢.
______________________
(١) فقد جاء في مصادر مدرسة الخلفاء أنَّه : (جاء سهيل بن عمرو إلى رسول الله ، فقال : يا محمد ! إنّه قد خرج إليك أناس من أرقّائنا ليس بهم للدين تعبداً ، فارددهم إلينا ، فقال أبو بكر وعمر : صدق رسول الله ، فقال النبي : لن تنتهوا يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلاً مني امتحن الله قلبه للإيمان ، يضرب رقابكم على الدين وأنتم مجفلون إجفال النعم ، فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا ، قال عمر : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا ، ولكنَّه خاصف النعل.
قال : وكان في كفّ علي نعل يخصفها لرسول الله) ، (محمد بن سلمان الكوفي) ، (مناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) ، ج : ٢ ، ص : ١٦ ، ح : ٥٠٦ ، وأشار المحقق إلى رواة الحديث قائلاً : رواه الحافظ (ابن عساكر) بسنده عن (الخطيب) ، ثمَّ بأسانيد آخر تحت الرقم : (٨٧٣) ، وما بعده من ترجمة أمير المؤمنين في عنوان (قد امتحن الله قلب علي للإيمان) تحت الرقم : (٣١) من كتاب (خصائص علي) ، ص : ٨٥ ، ط : بيروت.
(٢) فقد ورد في مصادر مدرسة الخلفاء الكثيرة ، منها ما ذكره (الهيثمي) في (مجمع الزوائد) عن (عبد الرحمن بن أبي ليلى) عن أبيه أنَّه قال : (قلت لعلي ـ وكان يسمر معه ـ إنَّ الناس قد أنكروا منك أن تخرج في الحرِّ في الثوب المحشو ، وفي الشتاء في الملاءَتين الخفيفتين ، فقال علي : أولم تكن معنا بخيبر ؟ قلت : بلى ، قال : فإنَّ رسول الله دعا أبا بكر ، فعقد له لواءاً ، فسار ، ثمَّ رجع منهزماً بالناس ، وانهزم حتى إذا بلغ ورجع ، فدعا عمر ، فعقد له لواءاً ، فسار ، ثمَّ رجع منهزماً بالناس ، فقال رسول الله : لأعطينَّ الرايةَ رجلاً يحبُّ اللهَ ورسولَه ، ويحبُّه اللهُ ورسولُه ، يفتح الله له ، ليس بفرّار ، فأرسل إليَّ فأتيته ، وأنا أرمد لا أبصر شيئاً ، فتفل في عيني ، وقال : أكفه ألمَ الحرِّ والبرد ، فما آذاني حرٌّ ولا بردٌ بعد) ، (نور الدين الهيثمي) ، (مجمع الزوائد) ، ج : ٩ ، ص : ١٢٤ ، وروى الحديث أحمد بن حنبل ، الخبر : ١٣٩ في مسنده ، ج : ٣ ، ص : ١٦ ، ورواه (القطيعي) في الحديث (١٧٦) في فضائل علي ، ورواه (ابن عساكر) في الحديث : ٢٥٦ و ٢٥٧ في ترجمة أمير المؤمنين (عَليهِ السَّلامُ) من (تأريخ دمشق) ، ١ / ٢١٣ ، مع اختلاف في التعبير ، وانظر : هامش ، ص : ٤٩٥ ـ ٤٩٧ من ج : ٢ من كتاب (مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) ، بتحقيق : محمد باقر المحمودي.