وعلي هذا فإنَّ الرسول (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) فسَّر لفظ : (منِّي) في هذه الأحاديث بكلِّ وضوح وجلاء ، وصرَّح (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) أن القصد منه أنَّه (عَليهِ السَّلامُ) منه (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) في مقام التبليغ عن الله (جَلَّ وَعَلا) إلى المكلفين بلا واسطة ، ومن ثمَّ يتضح معنى (منِّي) في أحاديث الرسول (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) في حق الإمام علي (عَليهِ السَّلامُ) ، والذي ورد في بعضها غير مفسَّر ، (مثل ما ورد في رواية بريدة في خبر الشكوى أنَّ الرسول (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) قال له : لا تقع في علي فإنَّه منِّي و ١ .. ، ورواية عمران بن حصين : إنَّ علياً منِّي ٢ ..) ٣.
هي الأحاديث الواردة عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) ، والتي نصَّت على كون الحسن والحسين (عَليهِما السَّلامُ) سبطين من الأسباط ، فعلى الرغم من أنَّ (السبط) يعني الحفيد إلّا أنَّ إرادة هذا المعنى المختص من خلال تكرار هذه الأحاديث بألفاظ متعددة بعيد جداً ، إذ لا يوجد طائل لهذا النوع من البيان ، بل يُعدُّ لغواً من القول الذي ننزه عنه رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) الذي قال الله (جَلَّ وَعَلا) بشأنه :
______________________
الحديث : ٢٥٣١ في ص : ١٥٣ من الجزء السادس من الكنز في طبعته الأولى ، وقد أخرجه الإمام أحمد في ص : ١٦٤ و ١٦٥ من الجزء الرابع من مسنده من حديث حبشي بن جنادة بطرق متعددة.
(١) أحمد بن جنبل مسند أحمد : ج ٥ ، ص : ٣٥٦ وخصائص النسائي ، ص : ٢٤ ، باختلاف يسير ، مستدرك الصحيحين : ٣ / ١١٠ ، مع اختلاف في اللفظ ، ومجمع الزوائد : ٩ / ١٢٧ ، وفي كنز العمال : ١٢ / ٢٠٧ ، مختصراً عن ابي شيبة ، وفي ١٢ / ٢١٠ ، منه عن الديلمي ، وراجع : كنوز الحقائق للمناوي ، ص : ١٨٦. (ولمزيد من التفصيل راجع : العسكري ، مرتضى ، معالم المدرستين ، ج : ١ ، ص : ٥١٤).
(٢) الترمذي ، سنن الترمذي : ج : ١٣ ، ص : ١٦٥ ، باب مناقب علي بن أبي طالب ، ومسند أحمد : ٤ / ٤٣٧ ، ومسند الطيالسي : ٣ / ١١١ ، ح : ٨٢٩ ، ومستدرك الحاكم : ٣ / ١١٠ ، وخصائص النسائي : ص ٢٩ و ١٦ ، وحلية لي نعيم : ٦ / ٢٩٤ ، والرياض النضرة : ٢ / ١٧١ ، وكنز العمال : ١٢ / ٢٠٧ و ١٥ / ١٢٥. (ولمزيد من التفصيل راجع العسكري مرتضى معالم المدرستين ج ١ ص ٤٨٨).
(٣) للتوسع يراجع : العسكري ، مرتضى ، معالم المدرستين ، ج : ١ ، ص : ٥١٣ ـ ٥١٤.