كتمان أسماء الخلفاء الإثني عشر في (صحاح) (مدرسة الخلفاء)
وفقاً للمقتضيات التأريخية الثابتة نجد أنَّ من الطبيعي والمنطقي جداً غياب أسماء هؤلاء (الخلفاء الاثني عشر) في (صحاح) (مدرسة الخلفاء) ، ومصادرهم المعتبرة ، بعد أن فُرض عليها التسالم عليه فرضاً ، وتبنَّت صحته بصورة إجماليَّة على عمومه دون خوض في التطبيقات والتفاصيل قسراً ، لأنَّ قوة حضور هذا الحديث بين المجاميع الحديثية البارزة ، وسعة انتشاره ، حالت دون الإمساك به من قبل المانعين ، وجعلته يفلت من مسارات الكتمان التي مُني بها العشرات من الأحاديث الشريفة في تلك الظروف العصيبة ، وبهذا فقد تعزَّز موقعه في (الصحاح) ، والمصادر المعتبرة الأخرى لدى (مدرسة الخلفاء).
إنَّ المسألة بالنسبة إلى أسماء (الخلفاء الإثني عشر) قد إختلفت شيئاً ما مع ورود الحديث الإجمالي في (الصحاح) بشأنهم ، لأنَّ ذلك الحديث العام عندما يثبت على نحوه العام فإنَّه مما يقبل التأويل ، والتحوير ، والأخذ ، والرد ، وأما بالنسبة إلى ذكر الأسماء فهي مسألة مصيرية حساسة ، تعيِّن الواقع الذي ينبغي أن يُسار عليه ، ويُصار إليه ، وتشخِّص محاور الخلافة في كل زمن بالعنوان التفصيلي الواسع ، الأمر الذي لا يمكن اجتنابه ، أو تلافيه ، أو تأويله ، أو تحويره.
فالاسم من أبرز علامات التشخيص ، ولهو من أهم الدلالات على توضيح المسميات وتشخيصها في منتهى الوضوح ، ومن خلاله يتم تمييز الأشياء ، وفرزها ، وعدم اختلاط بعضها بالبعض الآخر.
على أنّ انتشار حديث (الخلفاء الإثني
عشر) بهذا الحجم في مصادر (مدرسة الخلفاء) على نحو الخصوص ، كان خاضعاً للإرادة الإلهية ، ومورداً للمشيئة الربّانيّة ، ومصبّاً للرحمة الإلهية ، إذ أنَّ اللطف الإلهي كان يحفّ بهذا الحديث
،