|
ـ بل نحمد إن شاء الله) ١. |
ونقل (ابن أبي الحديد) عن (المدائني) أنَّه قال :
|
(كتب معاوية نسخة واحدة إلى عمّاله بعد عام الجماعة : ـ أن برئت الذمة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته) ٢. |
وفيه أيضاً :
|
(كتب معاوية إلى عمّاله في جميع الآفاق : ـ ألا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة ، وكتب إليهم أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه ، وأهل ولايته ، والذين يروون فضائله ومناقبه ، فأدنوا مجالسهم ، وقرِّبوهم وأكرموهم ، واكتبوا إليّ بكل ما يروي كل رجل منهم ، واسمه وإسم أبيه ، وعشيرته. ففعلوا ذلك ، حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه ، لما كان يبعث إليهم معاوية من الصلات ، والكساء ، والحباء ، والقطايع ، ويفضيه في العرب منهم والموالي ، فكثر ذلك كلّ مصر ، وتنافسوا في المنازل والدنيا ، فليس يجيء أحد مردود من الناس عاملاً من عمّال معاوية ، فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلّا كتب اسمه ، وقرَّبه ، وشفعه ، فلبثوا بذلك حيناً ، ثم كتب إلى عمّاله : ـ
إنَّ الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر ، وفي كل وجه وناحية ، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في |
______________________
(١) الطبري ، أبو جرير ، تأريخ الطبري ، ج : ٦ ، ص : ١٠٨ ، وابن الأثير ، تأريخ ابن الأثير ، ج : ٣ ، ص : ٢٠٢ ، حوادث سنة : إحدى وخمسين.
(٢) المعتزلي ، ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، شرح الخطبة : (٥٧) ، ج : ٣ ، ص : ١٥ ـ ١٦.