|
فضائل الصحابة ، والخلفاء الأولين ، ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلّا وائتوني بمناقض له في الصحابة ، فإن هذا أحبّ إليّ ، وأقرّ إلى عيني ، وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته ، وأشد عليهم من مناقب عثمان ، وفضله. فقرئت كتبه على الناس ، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها ، وجرى الناس في رواية الكتاتيب ، فعلَّموا صبيانهم ، وغلمانهم ، من ذلك الكثير الواسع ، حتى رووه ، وتعلَّموه كما يتعلمون القرآن ، وحتى علَّموه بناتهم ، ونساءهم ، وخدمهم ، وحشمهم ، فلبثوا بذلك إلى ما شاء الله.. فظهرت أحاديث كثيرة موضوعة ، وبهتان منتشر ، ومضى على ذلك الفقهاء ، والقضاة ، والولاة) ١. |
وروى (ابن أبي الحديد) عن (أبي جعفر الإسكافي) أنَّه قال :
|
(إنَّ معاوية وضع قوماً من الصحابة ، وقوماً من التابعين ، على رواية أخبار قبيحة في علي (عَليهِ السَّلامُ) ، تقتضي الطعن فيه ، والبراءة منه ، وجعل لهم على ذلك جعلاً يرغب في مثله) ٢. |
وروى (الطبري) عن (المغيرة بن شعبة) :
|
(إنَّه أقام سبع سنين وأشهراً في الكوفة ، لا يدع شتم علي والوقوع فيه ، والعيب لقتلة عثمان واللعن لهم ، والدعاء لعثمان بالرحمة ، والإستغفار له ، والتزكية لأصحابه ، غير أنَّ المغيرة كان يداري ، فيشتد مرة ويلين أخرى). |
وروى (الطبري) أيضاً :
______________________
(١) المعتزلي ، ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، ج : ٣ ، ص : ١٥ ـ ١٦.
(٢) المعتزلي ، ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، ج : ١ ، ص : ٣٥٨.