وفي السرائر (١) : إنّهما العظمان اللّذان في ظهر القدمين عند معقد الشراك.
وفي الشرائع (٢) : إنّهما قبّتا القدمين.
وهذه العبائر والعبارات المتقدّمة وغيرها بعضها صريحة وبعضها كالصريح في خلاف ما حاولوه لاعتبار النتو فيهما أو كونهما في وسط القدم أو عند معقد الشراك أو كونهما قبّة للقدم أو كونهما بين المفصل والمشط سيّما ما أخذ فيه عدّة من المذكورات كما في كثير من تلك العبارات.
وحمل الناتئ (٣) في وسط القدم على الوسط في العرض كما ذكره جماعة بيّن الوهن ؛ لفقدان النتو أوّلا وعدم انصراف إطلاق الوسط عليه ثانيا.
على أنّ المفصل يعمّ القدر العالي منه المحاذي لقبّة القدم وغيره ممّا هو دونه.
ولا يظهر وجه اختصاصه بالأوّل ، فلا وجه لتطبيق ذلك على المفصل أصلا ، فتخصيص المفصل بما يحاذي القدر الناتئ من العظم المذكور كما ترى.
قلت : وقد يحمل كلامهم على إرادة النتوء الحاصل له في نفسه ، فإن له فتوا في أحد الجانبين ، فيكون المراد أنّهما عظمان نابتان (٤) كائنان في وسط القدم لا أنّهما نابتان (٥) في وسطه.
وفيه من البعد لا يخفى.
كيف ، ولو كان المقصود من تلك العبارة بيان ذلك لما احتيج إلى ذلك التطويل مع عدم وضوحه في المقصود ووضوح لفظ « المفصل » في الدلالة عليه ، فعدم التعبير به مع غاية وضوحه وبيانه (٦) ، والتعبير بتلك العبارات مع طولها وعدم وضوح دلالتها أوضح شاهد على عدم إرادة المفصل سيّما مع إطباق العبارات المذكورة على ما ذكرناه.
__________________
(١) السرائر ١ / ١٠٠.
(٢) شرايع الإسلام ١ / ١٧.
(٣) في ( ألف ) : « الثاني ».
(٤) في ( د ) : « ناتئان ».
(٥) في ( د ) : « ناتئان ».
(٦) لم ترد في ( ب ) : « به مع غاية وضوحه وبيانه ».