وهو ظاهر الانطباق على ذلك ؛ إذ لا نشوز ظاهر لغيره لينصرف الإطلاق إليه.
وقال أبو عمرو الزاهد في كتاب فائت الجمهرة ـ فيما حكاه الشهيد في الذكرى (١) ـ : أخبرني سلمة عن الفرّاء قال : هو في مشط الرجل قال : هكذا برجله ، قال أبو العباس : فهذا الّذي يسمّيه الأصمعي الكعب هو عند العرب المنجم.
وهو ظاهر الدلالة في المعنى المذكور ؛ إذ هو متّصل بالمشط بخلاف غيره.
وفي الطراز في عداد معانيه : الكعب من رجل الإنسان العظم الناشز فوق قدمه ، وهو قبّة القدم أمام الساق.
وهو صريح فيما ذكرناه ، وفيه شرح لعبارة القاموس.
وفي النهاية (٢) عن قوم : إنّهما العظمان اللّذان في ظهر القدم ، قال : وهو مذهب الشيعة.
وعن مجمع البحرين (٣) : قيل : هما العظمان اللّذان في ظهر القدم. وهو مذهب الشيعة.
والظاهر من هاتين العبارتين هو المعنى المذكور ؛ إذ ليس في العظام الّتي في ظهر القدم ما يسمّى كعبا سواه ، والعظم المستدير الآتي موضوع تحت الساق ، ولا يعدّ من عظام الظهر.
وكون جزء منه قدّام القدم على فرض ظهوره لا يصدق مع كونه في ظهر القدم مع وقوع معظمه في غيره.
على أنّه لا يبعد أن يراد بظهر القدم ما علا وارتفع منها ، فيكون المراد خصوص القبّة.
وعن الشهيد في الذكرى (٤) : إنّ لغوية الخاصّة متّفقون على أنّ الكعب ما ذكرنا وحكى عن العلّامة اللغوي عميد الرؤساء أنّه صنّف كتابا في تحقيق الكعب وأكثر من الشواهد على أنّ الكعب هو الناشز في ظهر القدم أمام الساق حيث يقع معقد الشراك من النعل.
ويؤيّد ذلك أنّ جماعة من أهل اللغة نصّوا على أنّ لفظ الكعب يدلّ على النتو والارتفاع ،
__________________
(١) الذكرى ٢ / ١٥١.
(٢) النهاية في غريب الحديث ٤ / ١٧٨ ( كعب ).
(٣) مجمع البحرين ٤ / ٤٧.
(٤) الذكرى ٢ / ١٥١.