وفيه أيضا : الطهور هو المطهّر ، وعليه إجماع الفرقة.
وفي السرائر (١) : معنى طهور أنه مع طهارته يزيل الأحداث ويرفع حكمها بغير خلاف.
وفي كنز العرفان (٢) : قالت الشافعيّة وأصحابنا : إنه بمعنى المطهّر.
وفي مشرق الشمسين (٣) والحبل المتين ـ بعد حكاية إنكار أبي حنيفة استعماله بمعنى الطاهر المطهّر ـ : ويردّه نصّ المحقّقين من اللغويين على خلافه.
وعن المعالم (٤) والذخيرة : إنّ كثيرا من العلماء فسّروه بالطاهر في نفسه المطهّر لغيره.
وعزاه في الذخيرة أيضا إلى أهل اللغة.
ونسبه في البحار (٥) إلى كثير من أهل اللغة.
وقال الفاضل الجزائري : اتفق جميع علماء الإسلام على أنّ المراد من الطهور في الآية المطهّر ، وعلى وقوعه في الكتاب والسنة ، ولم يخالف في الموضعين سوى أبي حنيفة.
__________________
(١) السرائر ١ / ٥٩.
(٢) كنز العرفان في فقه القرآن للسيوري ١ / ٣٧ كتاب الطهارة.
(٣) مشرق الشمسين : ٣٤٧ المسلك الثالث في المياه.
(٤) معالم الدين وملاذ المجتهدين ( قسم الفقه ) ١ / ١٢٢ قال : فكثير من العلماء فسروه ـ أي الطهور ـ بالطاهر في نفسه المطهر لغيره ، حتى أن الشيخ في التهذيب أسنده إلى لغة العرب.
(٥) بحار الأنوار ٧٧ / ٦ باب ١ من كتاب الطهارة. قال العلامة المجلسي ذيل الآية الشريفة ( وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً ) في البحار ٧٧ / ٥ ـ ٦ الباب الأول من كتاب الطهارة : إنه استدل بها على طهارة مطلق الماء ومطهريته ، وأورد عليه بأنه ليس في الكلام ما يدل على العموم ، وإنما يدل على أن الماء من السماء مطهر وبأن الطهور مبالغة في الطاهر ولا يدل على كونه مطهرا بوجه.
وأجيب عن الأول بأن ذكره تعالى ماء مبهما غير معين ووصفه بالطهورية والامتنان على العباد به لا يناسب حكمته تعالى ولا فائدة في هذا الاخبار ولا امتنان فيه ، فالمراد كل ماء يكون من السماء .. وعن الثاني بأن كثيرا من أهل اللغة فسّر الطهور بالطاهر في نفسه المطهر لغيره. والشيخ في التهذيب أسنده إلى لغة العرب ويؤيده شيوع استعماله في هذا المعنى في كثير من الأخبار الخاصية والعامية كقول النبي صلىاللهعليهوآله : « جعلت لي الأرض مسجدا وترابها طهورا ». ولو أراد الطاهر لم يثبت المزية.
وقوله صلىاللهعليهوآله ـ وقد سئل عن الوضوء بماء البحر ـ : « هو الطهور ماؤه ، الحلّ ميتته ». ولو لم يرد كونه مطهرا لم يستتم الجواب. وقوله صلىاللهعليهوآله : « طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبعا ».