الاضطراب إلى حين الولادة يضمن نشوء إنسان طبيعي خال من الإِنحراف الفطري والخلقي .
أما الشاب والشابة اللذان يتصلان بغير زواج قانوني ، فمما لا شك فيه أن حالتهما ليست هادئة وطبيعية مائة في المائة ، وإذا كانا يهتمان بالتعاليم الدينية ويخافان من إنفضاح الأمر أمام أبويهما فإن الاضطراب سيتضاعف أما إذا لم يكونا مرتبطين بالتعاليم الدينية فإن الخوف من الفضيحة أمام المجتمع كاف في إيجاد حالة من الهلع والاضطراب في الطرفين .
وإذا لم تنعقد نطفة من هذا الإِتصال اللامشروع ، ولم يستقر جنين في رحم المرأة ، فإن الطرفين قد إرتكبا بذلك ذنباً في السر . أما إذا حملت المرأة من تلك الإِتصال فإن إفشاء السر بين الناس وإنفضاح أمرهما سيعمل على ازدياد إضطرابهما .
إن الفتاة التي تقدم على الزنا خفية عن أبويها ، بمجرد شعورها بالحمل تضطرب أشد الاضطراب ، وتنتابها رعشة تسري إلى فرائصها . ذلك لأن إنتفاخ بطنها في أقرب وقت سيفضح سرها . ولذلك فأنها تقضي لياليها بالأرق وتعيش أيامها غارقة في التفكير ، والدموع السائلة والندم المتواصل . . . وما أكثر أُولئك اللائي أدى بهن الأمر إلى الإِنتحار والتخلص من هذه الحياة أو تحمل المشاق العظيمة في سبيل إجهاض الجنين اللاقانوني . . . الأمر الذي يجر معه الأمراض والآلام الشديدة .
أما إذا لم تقدم هذه المرأة على الإِنتحار ، ولم
تقم بإجهاض الجنين وبعد إنقضاء أيام الحمل تولد الطفل ، هل تتصورون بأن هذا الطفل يمكن أن يكون سالماً وطبيعياً ؟ فمضافاً إلى أن الأضطراب كان مستولياً على الأبوين حين إنعقاد النطفة ، ولم تنشأ النطفة الأولى لهذا الطفل بصورة طبيعية ، فإن كابوس الاضطراب والقلق كان مسيطراً على المرأة طيلة تسعة أشهر ( أيام الحمل ) فهناك الغصص والآلام والهموم التي حولت تلك المرأة إلى مخلوقة ضعيفة