هذه هي الوظائف الرئيسية التي يمكن للأسرة أن تقوم بها بينما تعجز روضة الأطفال عن القيام بها .
وفي نهاية المطاف يجب أن نتنبه إلى نكتة مهمة ، وهي أنه ليس باستطاعة أي أسرة أن تقوم بالتربية الصحيحة وليس بإمكان حجر كل أب أو أم أن يصبح أحسن مدرسة للطفل . فالشرط الأساسي هو أن يكون جو الأسرة نزيهاً مبرءاً من الفساد والإِجرام والخيانة وإرتكاب الخطأ بل يشترط أن يكون الوالدان حائزين على صفات وملكات فاضلة . فالوالدان المنحرفان لا يستطيعان أن يربيا في أحضانهما أطفالاً صالحين فإن ( فاقد الشيء لا يعطيه ) .
ولقد قال الشاعر :
يـا أيها الرجل المعلم غيره |
|
هلا لنفسـك كان ذا التعليم |
إبدأ بنفسك فأنهها عن غيها |
|
فإذا إنتهت عنه فأنـت حكيم |
لقد أدىٰ إسراف المدنية الحديثة في الجوانب المادية والشهوات الحيوانية إلى إضعاف الجوانب المعنوية والروحية . فإن كثيراً من الأسر فقدت معنوياتها على أثر التلوث بأنواع الجرائم والذنوب ، وانتجوا في النهاية أولاداً مجرمين ومنحطين ، فاسدين ومنحرفين ! !
|
« في كثير من
الأسر لا يواجه الطفل إلا أساليب فاسدة وبعيدة عن الأخلاق ، ولا يتجلى أمام ناظريه الثاقبين إلا أمثولة السلوك الأهوج والإِهمال والكسل . من المؤسف أن هذه الحقيقة غير قابلة للإِنكار ، وأن عدداً كبيراً من حوادث السقوط والإِنهيار في المجتمع ينبع من هذه النقطة . وإذا لم يقدر طفل أن يظهر بصورة إنسان كامل في أمثال هذه الأسرة المنحطة ، وسببت إرادته المهملة التائهة نوعاً من الفوضى والاضطراب في المجتمع فيجب أن نقول : إن أسرة واحدة قد قصرت في أداء واجبها الطبيعي . لقد كتب الدكتور ( آدفرير ) بهذا الصدد : إن مسألة التربية في الأسرة |