المعرفة الفطرية
قال الله تعالى : ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ) (١) .
يوجد في باطن كل فرد ميول كامنة لكل منها دور مستقل في تحقيق سعادة الإِنسان . إن تنمية كل واحد من الميول الطبيعية بالصورة العادلة والصحيحة بمنزلة نمو فرع من فروع شجرة السعادة ، وإن خنق كل واحدة من الغرائز وكبتها معناه القيام بخطوة في سبيل الشقاء والإِنحراف فعلى القائمين بالتربية ترتيب المناهج التربوية منذ البداية على أساس الغرائز الطبيعية والإِدراكات الفطرية للأطفال ، فإن التربية التي تعتمد على أساس الفطرة تكون ثابتة ورصينة .
وسنحاول إن شاء الله أن نبحث من هذه المحاضرة فصاعداً في الإِدراكات الباطنية والغرائز الإِنسانية التي هي الأسس الثابتة السليمة والتي تسمى بـ ( الوجدان الفطري ) .
الوجدان عبارة عن القوة المدركة في النفس الإِنسانية ، والوجدانيات هي
____________________
(١) سورة الشمس ؛ الآيتان : ٧ ـ ٨.