العقلي التفصيلي عن طريق الإِرشاد إلى التفكير والتدبير في الآيات ، وعن طريق مطالعة كتاب الخلقة ، حيث تتجلى مظاهر الدقة والإِتقان في كل ذرة من موجودات هذا الكون الفسيح ، وبذلك ليؤمن الناس بعظمة خالقهم ويخضعوا له في مقام العبودية ويطيعوا أوامره .
إن المعرفة الفطرية قابلة للتوضيح بأسلوبين :
يدرك كل فرد من أفراد البشر من أي طبقة كان ، وإلى أي عنصر إنتمى بوجود قدرة لا متناهية وقوة عظيمة مسيطرة على الكون كله ، وذلك بفضل وجدانه الفطري . . . قدرة عظيمة لا توصف وقوة ثابتة لا تتغير ، قدرة فوق جميع القدرات ، وقوة يرجع إليها كل فرد عند اليأس من السنن الطبيعية والعادية للأشياء ، فعندما تغلق بوجهه جميع أبواب الأمل والرجاء يجد باب تلك القدرة مفتوحاً ويستعين بتلك القدرة اللامتناهية ، يدرك بوجدانه أن تلك الذات المجهولة ، تلك الحقيقة المستترة ، تلك القدرة اللامتناهية إذا أرادت حلت المشكلة وفتحت جميع الأبواب . هذا الإِدراك ليس ناشئاً من العقل والبرهان ، بل إنه ناشىء من الوجدان والفطرة وهو موجود في باطن كل فرد ، ويكون جزئاً أساسياً من كيانه ، هذا الإِدراك الفطري هو الأساس الأول للتدين . . . ولقد عرف الأنبياء هذه الحقيقة المجهولة باسم ( الله ) .
« قال رجل للصادق عليهالسلام : ـ يابن رسول الله ، دلني على الله ما هو ؟ فقد أكثر عليّ المجادلون وحيروني . . . فقال له : يا عبد الله هل ركبت سفينة قط ؟
قال : نعم ! .
قال : وهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك ، ولا سباحة تغنيك ؟ ! .
قال : نعم .
قال : فهل تعلق قلبك هنالك أن شيئاً من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك ؟ قال : نعم !