أما الشيوعيون فانهم حين يصلون إلى هذه النقطة يقومون بخيانة كبيرة ويعملون ـ على خلاف الإِنصاف والإِنسانية ـ على تشويه الحقيقة وتفسير أمر الإِسلام بالصبر تفسيراً يخالف الواقع فيقولون :
|
« لقد جاء الدين يؤيد مصالح الطبقة الحاكمة ، ويحث العامل على الجد والتعب والتحمل ، وفي قبال ذلك يعده بالجنة ، ويقول إن الله يحب الذين يتحملون الآلام والمصائب ( إن الله يحب الصابرين ) » (٣) . |
يا للوقاحة ! إنهم يعملون على نشر هذه التلفيقات والتحريفات ضد الدين لجرف شباب المسلمين الفارغي الأذهان . . . وليحكم رجال العلم والفضيلة في حق هؤلاء ! ! .
يمكن إعتبار فرويد وأتباعه ممن إنصاعوا لكلماته دون وعي أو إدراك من جملة الماديين المنحرفين عن الفطرة ، ولكنهم يسدلون ستار التحليل النفسي والبحث العلمي على إنحرافهم ذاك .
وبما أن موضوعنا يدور حول الفطرة الإِيمانية والوجدان الأخلاقي لا بد من توضيح بعض النقاط عن موقف فرويد من هذه المسألة :
١ ـ إنه لا شك في أن فرويد كان محللاً نفسياً حاذقاً . ولكن علم التحليل النفسي يختلف عن علم معرفة الإِنسان . وكما أن الطبيب يعرف مزاج الإِنسان وليس هو مزاج الإِنسان ، فإن فرويد طبيب نفسي وليس تمام النفس الإِنسانية . وإذا حصر أحد البشرية كلها في علم النفس فقد ظلم الإِنسانية .
|
« ولن تكون رئاسة
السيكولوجيا أقل خطراً من الفسيولوجيا والطبيعة والكيمياء . . . فقد أحدث ( فرويد ) أضراراً أكثر من التي أحدثها أكثر علماء الميكانيكا تطرفاً فان من الكوارث أن نختزل الإِنسان |
____________________
(١) المادية التاريخية ص ٩١ .