|
أجد نفسي مضطرباً وقلقاً عند البحث في أمثال هذه المسائل التافهة ، وإني أعترف بذلك دائماً » (١) . |
يرى فرويد : أن الميول المكبوتة في أيام الطفولة لا تنمحي ، بل تنتقل إلى الضمير الباطن وتنشىء ردودها المختلفة طيلة الحياة ، ومن المناسب أن نستفيد من هذه الجملة ونتحقق عن ضميره الباطن لنجد المظاهر التي أدت إليها شخصية فرويد المندحرة وعقدة الحقارة التي كانت ناشئة في ضميره الباطن من جراء السخرية الدينية .
لم يقف رد الفعل الذي أدت إليه عقدة الحقارة في نفس فرويد عند حد الانزواء والإِبتعاد عن المؤثرات الدينية بل راح يثأر لكرامته وينتقم من الإِستهزاءات التي حصل عليها تحت ظل إعتناقه اليهودية . ولقد إستغل البحث النفسي لمناهضة الدين وأعمل جهده في إجتثاث أصول العقيدة وإذ كان هدفه على خلاف الحق والواقع ، فقد أتىٰ بقضايا واهية وكلمات لا أساس لها من الصحة أصلاً .
لما كان الإِيمان بالله الأساس الأول للدين في عالم الإِنسان ، ولما كان الإِلهيون والعلماء مستجيبين لنداء فطرتهم وتوجيه عقولهم إلى الإِيمان بخالق الكون الذي أودع فيه هذا النظام الدقيق وهذا الإِنسجام الكامل ، فقد بدأ فرويد في إنكار الفطرة التوحيدية وكانت الخطوة الثانية التي أعقبها في هذا المجال ، التغافل عن المنطق الإِستدلالي والعقلي للعلماء وتعريف الدين بسلسلة من العوامل النفسية تحت ستار من التحليل النفسي .
إن نظرية فرويد بالنسبة إلى الأديان معروفة في جميع الكتب التي
____________________
(١) المصدر السابق ص ٩٢ .