والتربية . فهناك طائفة من الأمور الخيرة والشريرة تذكرها جميع الأمم والشعوب في العالم ، ولا تحتاج في فهمها إلى معلم ، بل إنها من الأمور الفطرية عندهم . ويمكن تسمية هذا القسم باسم ( الوجدان الأخلاقي الفطري ) .
وهناك طائفة من الخيرات والشرور ، لا يدركها الإِنسان بفطرته بل إن الأنبياء ـ القائمين على تربية البشرية ـ هم الذين علمونا حسنها أو قبحها ، وقد أصبحت لها على مرّ العصور جذور عميقة في نفوس الناس ، هذه الطائفة غير فطرية ويمكن تسميتها باسم ( الوجدان الأخلاقي التربوي ) .
إن خيانة الأمانة والتزوج بالأم يشتركان في القبح في نظر الوجدان الأخلاقي للناس ، ولكن الفرق بينهما أن قبح الخيانة ناشىء من طريق الإِدراك الفطري ، أما قبح التزوج بالأم فانه ناشىء من تعليم وتربية الرجال العظماء في العالم . ولهذا فيجب أن نقول : إن الخيانة قبيحة بحكم الوجدان الأخلاقي الفطري . وأن التزوّج بالأم مذموم بحكم الوجدان الأخلاقي التربوي .
|
« إن الطفل يرغب في الحركة والنشاط بحرية ، ولكن هذه الرغبة تصطدم منذ البداية بمقتضيات الحياة الإِجتماعية إنه يرغب في أن يرفع إحتياجاته الطبيعية كما يشاء ولكنه يُلزم بمراعاة النظام والنظافة ، فلا يُترك الطفل في أن يعتدي على رفيقه كما يشاء أو أن يعضّ أمه ، أو يحطم دماه ووسائل لعبه ، وأخيراً فانهم يقفون حجر عثرة أمام إرضاء ميوله الناشئة من الأنانية والإِعجاب بالنفس » . « لما كان كل ميلٍ يتعين بهدف خاص ، فعلى الطفل أخيراً أن ينصرف عن هدفه في هذه الموارد . إن ما يهم لبحوثنا وتحقيقاتنا هو أن نعلم ماذا سيؤدي إليه هذا ( الإِنصراف ) ؟ » . « يجب أن نبحث عن أن جميع مظاهر الميول المكبوتة في الوجدان الباطني ، معلولة لعدم ملائمتها مع الظروف الإِجتماعية » . |