تعديل الميول ـ الفرار من تعذيب الضمير
قال الله تعالى : ( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ ، أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ) (١) .
اتضح لنا مما ذكرناه في المحاضرات السابقة أن في الضمير الإِنساني قوة تسمى بالوجدان الأخلاقي . وفي الموارد التي يرتكب الإِنسان جريمة يقع فريسة اللوم والتقريع من تلك القوة الباطنية . إن الوجدان الأخلاقي من القوة والقدرة بحيث أنه لا يترك المجرم ونفسه حتى في عالم النوم . يستعرض أمام عينه جرائمه بصورة الرؤيا ، وبذلك يلومه عليها . .
إن قوة الوجدان الأخلاقي وإدراك قبح الإِجرام هو الذي يحور صورة الحلم ولا يسمح بأن يظهر المجرم على صورته الواقعية من جهة ويجعل المجرم من جهة أُخرى يشاهد جرائمه في الرؤيا برعب وقلق وأن الإِنقياد لأوامر الوجدان وإطاعة مقرراته وظيفة حتمية لكل إنسان . . فإن مخالفته تتضمن مصائب ومآسي لا تجبر . وسيدور بحثنا في هذه المحاضرة حول الإِستفادة من الوجدان الأخلاقي ، وتنفيذ قوانينه والنتائج الوخيمة التي تترتب على مخالفته والخروج عليه .
____________________
(١) سورة الفرقان ؛ الآية : ٤٣ .