التربية على أساس الايمان
قال الله تعالى : ( فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ ، فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ، وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (١) .
لقد تعرضنا في محاضرة سابقة إلى ضرورة إستناد تربية الطفل إلى الإِدراكات الطبيعية والميول الفطرية للإِنسان ، فأساليب التربية التي تبنى على هذا الأساس تكون هي الصحيحة ، وهي الطريق الواقعي للسعادة الإِنسانية . وجرّنا هذا الحديث إلى البحث في الوجدان الفطري بصنفيه : العقيدي والأخلاقي بإسهاب ضمن ثلاث محاضرات . ولهذا فسيدور بحثنا من اليوم فصاعداً حول كيفية الإِستفادة من الفطريات في تربية الطفل.
إن الأساس الأول الذي يجب تعليمه للطفل في سبيل التربية الصحيحة إشعاره بوجود الله والإِيمان به بلسان ساذج متيسر الفهم . لقد سبق أن بينا في المحاضرة العاشرة إن الحاجة للإِيمان بالله موجودة في باطن كل إنسان بفطرته الطبيعية . فعندما يبدأ جهاز الإِدراك عند الطفل بالنشاط والعمل ، ويستيقظ
____________________
(١) سورة البقرة ؛ الآية : ٢٥٦ .