والشاعر بمسؤوليته هو الذي يعتقد بأساس الإِسلام وتعاليمه القانونية والأخلاقية بالدرجة الأولى ، ويعتبر ذلك كله دستوراً إلهياً ، ومنهجاً قويماً لسعادته ونجاته ، ثم يطبق تلك التعاليم وينفذ تلك الأوامر بالدرجة الثانية .
يتحدث المدعي العام للمحكمة العليا في الولايات المتحدة الأمريكية ـ الذي يعد من الشخصيات العلمية البارزة هناك ـ عن هذا الموضوع فيقول :
|
« للقانون الأمريكي صلة محدودة بتطبيق الواجبات الأخلاقية . ففي الحقيقة يمكن أن يكون المواطن الأمريكي إنساناً منحطاً وفاسداً من الناحية الخلقية . في نفس الوقت يمكن أن يكون فرداً مطيعاً للقانون . ولكن الحال على عكس ذلك في القوانين الإِسلامية التي تنبع من إرادة الله ، الإِرادة التي كشفت لرسوله محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، هذا القانون وهذه الإِرادة الإِلٰهية يعتبران جميع المؤمنين مجتمعاً واحداً حتى لو كانوا من قبائل وعشائر مختلفة وموجودين في بلدان متباعدة ومتفرقة . إن المؤمن ينظر إلى هذا العالم على أنه ممر يوصله إلى عالم أرقىٰ وأفضل وإن القرآن قد نظم القواعد والقوانين وأساليب سلوك الأفراد بالنسبة إلى بعضهم البعض وبالنسبة إلى المجتمع بصورة عامة كي يضمن ذلك التحول السليم من هذا العالم إلى العالم الآخر » (١) . |
يستند أساس السعادة الإِنسانية في الإِسلام إلى دعامتين ، الأولى : الإِيمان ، والأُخرى : العمل الصالح . ولقد ورد التصريح بهذا الموضوع في القرآن الكريم في موارد عديدة بصورة : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ونظائرها . والنكتة التي تجلب الإِنتباه هنا هي إن الإِيمان مقدم على العمل الصالح دائماً ، ذلك أن الإِسلام يرى أن الأعمال الصالحة يجب أن تستند إلى
____________________
(١) مقدمة كتاب ( حقوق دار إسلام ) ص ج .