الدولة وسلوك الهيئة الحاكمة . ولكن الإِمام أمير المؤمنين عليهالسلام يرى أن تأثير الهيئة الحاكم في بناء المجتمع أبلغ من تأثير الأسرة والقدرة التربوية عند الآباء .
تختلف الدولة التي تدار على أساس العدل والقانون وفي ظلل الحرية والمحبة عن الدولة التي يحكمها الاستبداد والتعنت ويسودها الإِرهاب والقمع إختلافاً كبيراً . وسنحاول في هذه المحاضرة أن نتعرض لذكر بعض موارد الاختلاف ونتائجها بين هذين النوعين من الدول ، ثم نقارن ذلك بكيفية إدارة الأسرة . ومن هذه المقارنة نستطيع أن نسلط الأضواء إلى حد بعيد على مقياس سلامة جو الأسرة أو فساده ومن المؤمل أن يدرك الآباء ـ وهم أبناء الأسرة الكبيرة ( الدولة ) ـ أُسس هذه المقارنة كي يتفهموا مسؤوليتهم تجاه أبنائهم بصورة أوضح ، ويقيموا إدارة الأسرة على أساس أقوى ، ويراعوا واجباتهم الثقيلة في تربية أطفالهم سائرين على منهج الشرع الحنيف .
يعد الهدوء النفسي والأمن من الخوف ، الشرط الأول لسعادة الإِنسان . ففي المجتمع الذي لا يأمن أفراده على آرائهم وتكون حياتهم مقترنة بالاضطراب والقلق ، لا مجال للسعادة الحقيقية والكمال الواقعي إليه ، فالعدالة الإِجتماعية هي القوة الوحيدة التي تستطيع أن تبعث الإِطمئنان والهدوء إلى النفوس وتهب الأشخاص الأمن والسكينة .
البيئة الصحيحة للإِنسانية تكون في الدولة التي
يسودها القانون والعدالة ، الدولة التي رُسمت حدود إختصاصات المسؤولين والشعب فيها بموجب القوانين العادلة ، في الدولة التي يكون المسؤولون أنفسهم مطيعين للقانون ، ويسلكون سبيل العدالة في أحكامهم ولا يسمحون لأنفسهم بأقل إنحراف أو تجاوز على حقوق الآخرين . . . هناك يحس جميع الأفراد في داخل أنفسهم بالهدوء والأمان ، فلا وحشة ولا قلق ، ولا ظلم يصيب المواطنين