الذي بُعث من أجله فيقول : « بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق » (٣) .
إن كل مسلم يعلم جيداً إهتمام الإِسلام البالغ بالروح والكمال والأخلاق لكن من الواضح لكل مسلم أيضاً أن الروح والكمال والأخلاق ليست هي الكل في الكل بالنسبة إلى سعادة الإِنسان في الإِسلام ، إن الإِسلام لا يحصر إتباعه في حلقة من المعنويات فقط ، بل أنه حين يدعوهم إلى تكميل الجانب الروحي يعني تمام العناية بالجانب المادي فيهم ولذائذهم الطبيعية . ولأجل أن نتبيَّن موقف الإِسلام الصريح في هذا الموضوع علينا أن نتحدث عن رأي القرآن والحديث في المبدأ الإِقتصادي ومبدأ اللذة ـ وهما المبدأن المتداولان في العالم المتمدن اليوم ـ .
لا شك في أن النشاط الاقتصادي واستغلال الجهود البشرية للانتفاع من الذخائر الطبيعية ، لهو من أقوم الإِرشادات الدينية . وقد وردت بهذا الصدد نصوص كثيرة . إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة عليهالسلام يقدرون النشاط الإِقتصادي كثيراً ، وهو يبلغ درجة قد يبدو الحث عليه فيها غريباً . ولأجل معرفة قيمة الإِقتصاد في الإِسلام نورد هنا بعض النصوص :
١ ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « طلب الحلال فريضة على كل مسلم ومسلمة » (١) .
فالسعي وراء المال الحلال لضمان المعيشة واستمرار الحياة واجب على كل فرد من المسلمين .
٢ ـ وقال أيضاً : « من أكل كد يده كان يوم القيامة في عداد الأنبياء ، ويأخذ ثواب الأنبياء » (٢) .
____________________
(١) المصدر نفسه .
(٢) بحار الأنوار للشيخ المجلسي ج ٢٣ / ٦ .
(٣) المصدر السابق .