ومع أن الحث على الزواج والتأكيد على إرضاء النوازع الفطرية قد ورد بصورة كثيرة في القرآن الكريم والرويات العديدة ، فإن الشهوة لم تعرف أصلاً ثابتاً للسعادة ، بل يعتبرها الإِسلام فرعاً من فروع شجرة السعادة لا غير .
يدعي ( فرويد ) أن الشهوة الجنسية تظهر في الإِنسان بصور مختلفة واللذة عبارة عن الإِستجابة للميول الجنسية في مظاهرها المختلفة وصورها المتباينة . ويدعي آخرون : إن هناك ميولاً مستقلة ، وغرائز أُخرى غير الغريزة الجنسية . وعليه فيجب الإِستجابة لجميع تلك النوازع والغرائز . . . وعلى أي حال فالأمر الذي لا خلاف فيه ، هو أن الإِنسان يشعر بارتياح شديد عندما يستجيب لميوله . وهذا الشعور بالإِرتياح هو الذي يعبّر عنه باللذة ، والذي يبعث الحرارة والحيوية في المجتمعات البشرية ويهيج فيهم عواطفهم . ولذلك فأن المجتمعات الحديثة تعتبر جلب اللذة أسمىٰ الأهداف التي تهضهم في نفسها قسطاً كبيراً من نشاط العالم المتمدن حتى ظن البعض أنهم لم يخلقوا إلا لممارسة نشاطهم الجنسي وتحقيق اللذة .
ومن المؤسف أن الطبيعة قد ركبت بصورة نجد فيها إمتزاجاً تاماً بين الآمال والآلام ، واللذة والألم . وهذا ما يوجب محدودية البشر في سلوكهم :
|
« أنه لا ينكر أن
الإِستجابة للميول الغريزية توجب الشعور باللذة عند الإِنسان ، ولكن في الغالب تصطدم هذه الإِستجابة بآلام وليدة ظلم الطبيعة . إذن فالحياة حتى لو شابهت حياة الحيوانات في الحرية فأنها لا توجب السعادة ولهذا فإن الفلاسفة وعلماء الأخلاق يرجحون أن يصرفوا بحوثهم في إيجاد الأساليب التي تهدىء الآلام وترفع المصاعب عن طريق الحياة ، فنراهم قد وصلوا إلى هذه النتيجة ، وهي : أن كل ألم معلول لإِدراك معين ، وعليه فيجب السعي لإِزالة أو تخفيف العلل الروحية والبدنية التي تؤدي إلى ذلك الإِدراك ولذلك فإن أول علاج يجده الإِنسان في هذا السبيل |