الشرعيّة ، والرئيس في الحكمة الإلهيّة ، مالك أزِمَّة التحقيق ، ومتسنِّم صهوة التدقيق ، غوّاص بحار المعارف ، وقنّاص شوارد اللطائف ، العقل الحادي عشر والبرج الثالث عشر ، شمس سماء العبادة والزهادة ، وحاوي فضيلَتَي السعادة والشهادة ، جامع الكرامات والممادح والمحامد ، أبو عبد الله محمّد بن مكّي بن محمّد بن حامد ، رفع الله درجته كما شرَّف خاتمته.
كان رحمهالله من أهل جزّين بالجيم المكسورة ، ثمّ الزاي المشدّدة كذلك ، ثمّ الياء المثناة التحتانية ، ثمّ النون إحدى قرى جبل عامل. أثنى عليه علماؤنا غاية الثناء ، وفضّلوه غاية التّفضيل ، وبجَّلوه نهاية التبجيل ، وجعلوه في أعلى مراتب الجلال ، وعدُّوه ممَّنْ حاز قصب السبق في الكمال. وكان ممَّنْ اتّفقتْ على توثيقه وعدالته كلمةُ مشايخنا الأبدال.
قال الشيخ أبو علي رحمهالله في كتابه ( منتهى المقال ) نقلاً من كتاب ( نقد الرجال ) للسيّد مصطفى التفريشي رحمهالله بعد ذكر اسمه الشريف ما لفظه : ( شيخ الطائفة وعلّامةُ وقته ، صاحب التحقيق والتدقيقٌ من أجلّاء هذه الطائفة وثقاتها ، نقيُّ الكلام ، جيِّدُ التصانيف ) (١). ثمّ نقل بعض كتبه.
وقال المحدِّث المنصف الربّاني الشيخ يوسف البحراني في ( لؤلؤة البحرين ) : ( وأمّا شيخنا الشهيد السعيد شمس الدين أبو عبد الله محمّد بن مكي إلى أنْ قال ـ : فضله أشهرُ مِنْ أنْ يُذكر ونُبله أعظم مِنْ أنْ يُنكر ، كان عالماً ماهراً فقيهاً مجتهداً ، متبحّراً في العقليّات والنقليّات ، زاهداً عابداً ورعاً ، فريد دهره ) (٢). انتهى.
__________________
(١) منتهى المقال ٦ : ٢٠٧ ، نقد الرجال : ٣٣٥ / ٧٣٨.
(٢) لؤلؤة البحرين : ١٤٣ ـ ١٤٤ / ٦٠ ، وفيه : ( وأما الشيخ ) بدل ( وأما شيخنا ).