وبالجملة فهو من الجلالة بمكان ، بحيث لا تحتاج إلى البيان.
شعر :
هي الشمسُ كلُّ العالَمينَ يرونَهَا |
|
عياناً ولكنْ ذِكرُها للتبرّك |
وكان والده أيضاً كما قاله الشيخ يوسف في ( اللؤلؤة ) والحرّ العاملي في ( أمل الآمل ) ـ : فاضلاً من فضلاء المشايخ في زمانه ، ومن أجِلّاء مشايخ الإجازة (١).
قُتل قدّس الله تعالى سِرَّه وبحضيرة القدس سَرَّهُ بالسّيف ، تاسع شهر جمادى الأُولى سنة ستّ وثمانين وسبعمائة ، ثمّ صلب ، ثمّ رجم ، ثمّ أُحرق بالنار لعن الله مَنْ قتله وَمَنْ بَلَغَهُ ذلك فرضيه وكان ذلك بدمشق في دولة ( بيدمرو ) وسلطنة برقوق بفتوى برهان الدين المالكي وعبّاد بن جماعة الشافعي ، بعد ما حُبس سنةً كاملةً في قلعة الشام. كذا نقله في ( اللؤلؤة ) عن كتاب ( أمل الآمل ) (٢).
قال الشيخ أحمد بن الحسن الحرّ في ( الدر المسلوك ) : توفي الشهيد الأوّل محمّد بن مكّي العاملي الجزّيني ، تلميذ الشيخ فخر الدين محمّد ابن العلّامة الحلي ، بدمشق مقتولاً محروقاً بفتوى القاضي برهان الدين المالكي ، وعبّاد بن جماعة الشافعي في دولة بيدمرو وسلطنة الملك الظاهر برقوق سلطان مصر والشام ، سنة ستّ أو تسع وثمانين وسبعمائة بعد أنْ حُبس سنة كاملة في قلعة دمشق. وفي مدّة الحبس ألّف ( اللمعة الدمشقيّة ) في فقه الإماميّة في سبعة أيام. وكان سبب حبسه وقتله أنّه سعى به رجل من أعدائه وكتب محضراً يشتمل على مقالات شنيعة عند العامّة من مقالات الشيعة ، وكتب عليه شهادات جماعة منهم كثيرة ، وثبت ذلك عند قاضي صيدا ، ثمّ أتوا به إلى قاضي دمشق فحبسه سنة ، ثمّ أفتى الشافعي بتوبته
__________________
(١) لؤلؤة البحرين : ١٤٤ / ٦٠ ، أمل الآمل ١ : ١٨٥ ـ ١٨٦ / ١٩٩.
(٢) لؤلؤة البحرين : ١٤٥ / ٦٠ ، أمل الآمل ١ : ١٨٢ / ١٨٨.