المعروفين ، وهو العلّامة المحقّق الشيخ أحمد آل طعّان ، الذي كان عالم القطيف في وقته والمرجع الشرعيّ فيها (١) ، وقد كتب هذه الرسائل والمؤلَّفات في فترات زمنيّة مختلفة ، فأقدمها بتاريخ الخامس من شعبان سنة ١٢٧٠ هـ ، وآخرها بتاريخ الحادي والعشرين من شهر صفر سنة ١٣١٣ هـ.
ونلاحظ أنّه رحمهالله كتب أقدمها وعمره لا يتجاوز عشرين عاما ، حيث كانت ولادته رحمهالله تعالى سنة ١٢٥٠ هـ ، وهذا يدلّنا على تضلّعه في العلوم منذ صغره ، وعلى نبوغه المبكّر ..
ويشتمل الكتاب على مواضيع مختلفة ، ولذا قمنا بتقسيمه حسب العلوم ، مبتدئين بأشرفها ، فصار ترتيبه كالآتي :
علم الكلام ، علم الفقه ، علم أصول الفقه ، الدعاء والزيارة.
وأدرجنا في علم الكلام الرسائل الآتية :
الرسالةُ الاولى : العقل وأقسامه.
وهي جواب مسألة ، نصّها : ( إنّ المتعيّن في نوع الإنسان ، هل هو مطلقاً دوام وجوده في كلّ إنسان كان من المؤمنين والكفّار والفجّار مدّة الأعمار؟ ثمّ إن كان كذلك ، فما ثمرة عقول أُولئك الكفّار والفجّار هنالك ، حيث إنّ العقل ما عُبِدَ به الرحمن وعُصي به الشيطان ، وأفعالهم كلّها عكس ذلك؟.
وإن كانوا سُلبت منهم عقولُهم حين تغلّبت عليها شهواتُ أنفسهم ، فما تكليفهم حينئذٍ وهم لا عقلَ لهم؟ وإنْ كانت عقولُهم لم تزل فيهم إلّا إنّها مغلوبة مقهورة لدى شهوات أنفسهم ، لا مدخليّة لها في شيء من أفعالهم ، فما الفائدة في وجود شيء لا نفع فيه؟ وهل يسمّى صاحبه عاقلاً أم جاهلاً؟.
ثم ما منشأ دهاء الدهاة مثل معاوية وعمرو بن العاص وأشياخهم وأمثالهم الأرجاس بإصابة الرأي المطابق للأمر الواقع قبل وقوعه ، هل هي بلاسة شيطانية
__________________
(١) أقام قدسسره في القطيف من سنة ١٢٨٤ هـ تقريباً ، وهي سنة حدوث الواقعة التي بسببها غادر البحرين واستقرّ في القطيف.