[ الأعلى (١) ] عليه ، وهنا ليس كذلك ؛ لأنَّ الرَّحمن لمَّا كان يتناول جلائل النعم وأُصولها ، والرحيم يتناول دقائقها وفروعها ، كانا كالجنسين المتغايرين.
بقي شيء ينبغي التنبيه عليه ، وهو أنَّ قضية البسملة محصورةٌ كلّيّة إن جعلنا إضافة الاسم استغراقيّة ، أو شخصيّة إنْ جعلناها عهديَّة ، والفضليّة لا تنافي الموضوعيّة ؛ لأنّ اللفظ قد يكون موضوعاً معنىً وإن كان فضلةً لفظاً. هذا على تقدير إطلاق القضية. وأمّا على تقدير توجيهها ، فأمّا مطلقة عامَّة إن اعتبر فعليّة النسبة في المستقبل ، أو قضيّة دائمة ، أي كلّ اسم الله أو المعهود منه ابتدئ أو أستعين به بالفعل أو دائماً.
وأمّا قياسها فقضيّتها كبرى فتضمّ إليها صغرى من الشكل الأوّل ، هكذا :
هذا الابتداء باسم الله ، لأنّه ابتدائي.
وكلّ ابتدائي باسم الله.
فهذا الابتداء باسم الله.
فإذا أُريد الاستدلال على الكبرى استدلّ عليها بمعنى الرحمن ، فتقول :
كلّ ابتدائي أو استعانتي باسم الله ؛ لأنّ كلّ ابتدائي واستعانتي باسم مفيض خيرات الدارين.
وكلّ اسم مفيض ذلك فهو اسم الله.
فابتدائي أو استعانتي باسم الله.
والله العالم بحقيقة الحال.
ثمّ لمّا ابتدأ المصنّف قدس الله لطيفه وأجزل تشريفه بالبسملة حذراً من النقص وطلباً للكمال لاحظ ما اشتملت عليه ألفاظها من الجمع لصفات الكمال والجلال
__________________
(١) في المخطوط : ( الأدنى ).