وحينئذ فلا ينافي إرث وارثهم الجسماني أموالهم الظاهرة.
وفي ( تفسير الإمام العسكري ) عليهالسلام وكذا في ( الاحتجاج ) أيضاً عنه عليهالسلام : « قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : مَنْ كان من شيعتنا عالِماً بشريعتنا ، فأخرج ضُعفاءَ شيعتنا من ظُلْمَةِ جهلهم إلى نور العلم الذي حبوناه به ، جاء يوم القيامة وعلى رأسه تاجٌ من نورٍ يضيءُ لأهل جميع العرصات ، و [ عليه (١) ] حلّة لا يقوّم لأقلِّ سلك منها الدنيا بحذافيرها ، ثمّ ينادي منادٍ : يا عباد الله ، هذا عالم من تلامذة بعض علماء آل محمد صلىاللهعليهوآله ، ألا فَمَنْ أخرجه في الدنيا من حيرة جهله فليتشبّث بنوره ؛ ليخرجه من حيرةِ ظُلمةِ هذه العرصات إلى نزهة (٢) الجنان. فيخرج كلُّ مَنْ كان قد علَّمَه في الدنيا خيراً ، أو فتح عن قلبه من الجهل قفلاً ، أو أوضح له عن شبهة » (٣).
وفيهما أيضاً قال : « قال محمّد بن علي الباقر عليهالسلام : العالم كَمَنْ معه شمعة تضيء للناس ، فكلّ مَنْ أبصر بشمعته دعا له بخير ، كذلك العالم له شمعة تزيل ظلمة الجهل والحيرة ، فكلّ مَنْ أضاءت له فخرج بها من حيرة أو نجا بها من جهل فهو من عُتقائه من النار ، والله يعوّضه عن ذلك بكلِّ شعرة لمَنْ أعتقه ما هو أفضل له من الصدقة بمائة ألف قنطار على غير الوجه الذي أمر الله عزوجل به ، بل تلك الصدقة وبالٌ على صاحبها ، لكن يعطيه الله ما هو أفضل من مائة ألف ركعة يصلّيها بين يدي الكعبة » (٤). انتهى.
وقد اشتمل الكتابان المذكوران على طرف وافر من الأخبار الواردة في هذا العنوان ، وَمَنْ أراد الاستكثار منها فليطلبها من المظانّ.
( وأشهدُ ) أي : أعلم ، من الشهادة بمعنى العلم المُعبَّر عنه بالإخبار عن يقين ، أو من الشهادة بمعنى الحضور لاستلزامه العلم غالباً بأنَّ الشهادة حضورٌ لمشهود به وإدراك
__________________
(١) من المصدر.
(٢) في نسخة : نزهات. ( منه ).
(٣) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ٣٣٩ / ٢١٥ ، الاحتجاج ١ : ١٠ / ٣ ، باختلاف يسير.
(٤) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ٣٤٢ / ٢٢٠ ، الاحتجاج ١ : ١١ / ١٢.