المقام الثاني
في ما يصلح للاستدلال على تلك الأقوال
وفيه مباحث :
المبحث الأوّل : في الاستدلال على القول الأوّل
الذي عليه عند جلّ الإماميّة المعوّل ، فنقول : لنا على ذلك وجوه :
[ الدليل ] الأوّل : ما قاله الشهيد الأوّل قدسسره في ( الذكرى ) (١) ، والسيّد السند في ( المدارك ) (٢) ، وبهاء الملّة والدين في ( الحبل المتين ) (٣) ، وغيرهم من الأفاضل المحقّقين ، من أنّ الجهر بالبسملة شعار الملّة المحقّة ، والثلّة الحقّة ، من حيث كونها بسملةً من غير تقييد بحالة من الحالات ، ولا بصلاةٍ من الصلوات ، ولا بركعةٍ من الركعات.
ولا يخفى أنّ كونه من شعارهم يشعر بكونه من ضروريّات مذهبهم التي لا يجوز إنكارها.
ويؤيّده : ما نقلوه أيضاً عن الثقة الجليل الحسن بن أبي عقيل (٤) من تواتر الأخبار بعدم التقيّة فيه ؛ ويؤيّده ما رواه في ( البحار ) مرسلاً عن الباقر عليهالسلام ، أنّه قال : « التقيّة ديني ودين آبائي ، إلّا في ثلاث : في شرب المسكر ، والمسح على الخفّين ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم » (٥).
__________________
(١) الذكرى : ١٩١.
(٢) مدارك الأحكام ٣ : ٣٦٠.
(٣) الحبل المتين : ٢٢٨.
(٤) عنه في مدارك الأحكام ٣ : ٣٦٠.
(٥) دعائم الإسلام ١ : ٢٠٩ ، عنه البحار ٧٧ : ٣٠٠ ، وفيهما عن جعفر بن محمَّد عليهالسلام.