الرواية هكذا : « أما بعد .. أول الفرائض : شهادة أنْ لا إله إلّا الله » .. (١). انتهى.
أقول : لا يخفى ما فيه من رجحان الجهر بها في الصلاة من غير تقييدٍ بإحدى الركعات.
وهذا الكتاب ممّا اعتمده المجلسي وغيره من الإثبات ، وقال رحمهالله : ( إنّ نظمه يدلّ على رفعة شأن مؤلّفه ، وأكثره في المواعظ والأُصول المعلومة التي لا يحتاج فيها إلى سندٍ ، وهو كافٍ في المستند ) (٢).
١١ ـ ومنها : ما رواه الصدوق عطّر الله مرقده في ( العيون ) بسنده الصحيح المتّصل إلى الثقة الجليل الفضل بن شاذان ، قال : سأل المأمون علي بن موسى الرضا عليهالسلام أنْ يكتب له محض الإسلام على الإيجاز والاختصار ، فكتب عليهالسلام : « إنّ محض الإسلام شهادة أنْ لا إله إلّا الله ، وحده لا شريك له ... ».
إلى أنْ قال عليهالسلام : « والإجهار ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع الصلاة سنّة ». وفي بعض النسخ : « في جميع الصلوات سنّة » (٣).
أقول : لفظ ( السنّة ) وإنْ كان لا ملازمة بينه وبين الندب ؛ لمجيئه كثيراً بمعنى ما ثبت فرضه بالسنّة ، كما في مرسل بن فضّال ، عن الصادق عليهالسلام : « الوقوف بالمشعر فريضةٌ ، والوقوف بعرفة سنّة » (٤). مع الإجماع على أنّ الوقوف بها ركنٌ ، مَنْ تركه عامداً بطل حجّه. ومثله غيره.
إلّا أنّ الظاهر المتبادر هو الاستحباب ، مع أنّ الاستعمال أعمّ من الحقيقة في هذا المجال ، ولو سلّم الاشتهار فالقرينة أوجبت حملها عليه ، كما سيأتي إنْ شاء الله تعالى في مبحثه الإشارة إليه.
١٢ ـ ومنها : ما رواه شيخ الطائفة في ( التهذيب ) عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نجران ، عن صباح الحذاء ، عن أبي حمزة الثمَالي ، قال : قال علي بن الحسين عليهالسلام : « يا
__________________
(١) البحار ١٠ : ٣٦٦.
(٢) البحار ١ : ٢٩.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٢١ ـ ١٢٣ / ١.
(٤) التهذيب ٥ : ٢٨٧ / ٩٧٧ ، الوسائل ١٤ : ١٠ ، أبواب الوقوف بالمشعر ، ب ٤ ، ح ٢.