مخنّثاً ، كذبوا لعنهم الله ، ولكن كان به داء دواؤه ماء الرجال ). انتهى وحكى بعض الثقات ( أنّه سمع بعض محدّثيهم ، وهو العلّامة الضرير التابلي في مكّة المشرّفة يقول : ( إنّ الروافض تزعم أنّ عمر كان مخنّثاً ، وكذبوا ، وإنّما كانت به أُبْنَة ). انتهى.
وحينئذ ، فيرجع بهذا المعنى إلى الأوّل ، ويكون من عطف الشيء على مرادفه ، وقد عرفت ما فيه من الوعيد والنكال ، فيزول غيهب الإشكال.
ولنرجع (١) إلى ما كنّا فيه ثانين العنان عمّا ينافره وينافيه ، فنقول :
(٢٩) ومنها : ما رواه الحسين بن حمدان الخَصِيبِي في ( الهداية ) ، عن عيسى بن مهدي ، والجوهري في دلائل الإمام أبي محمّد الحسن العسكري عليهالسلام في حديث طويل قال عليهالسلام فيه : « .. ومنكم مَن أضمر السؤال عن الاختلاف بينكم وبين أعداء الله وأعدائنا من أهل القبلة والإسلام ، فإنّي منبّئكم بذلك فافهموه ». فقالت طائفةٌ أُخرى : والله يا سيّدنا ، لقد أضمرنا ذلك. فقال : « إنّ الله عزوجل أوحى إلى جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنّي خصصتك وعليّاً وحججي منه إلى يوم القيامة وشيعتكم بعشر خصال : صلاة إحدى وخمسين ، وتعفير الجبين ، والتختّم باليمين ، والأذان والإقامة مثنى مثنى ، وحيّ على خير العمل ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في السورتين ، والقنوت في ثاني كلّ ركعتين ، وصلاة العصر والشمسُ بيضاء ، وصلاة الفجر مُغْلِسة ، وخضاب الرأس واللحية والوَسْمَة (٢) فخالفنا مَنْ أخذ حقّنا وحزبه الضالّون ، فجعلوا صلاة التراويح في شهر رمضان عوضاً عن صلاة إحدى وخمسين في كلّ يوم وليلة ، وكتف أيديهم على صدورهم في الصلاة عوضاً عن تعفير الجبين ، والتختّم باليسار عوضاً من التختّم باليمين ، والإقامة فرادى خلافاً على مثنى ، والصلاة خير من النوم خلافاً على حيّ على خير العمل ، والإخفات في السورتين خلافاً على الجهر .. » (٣).
ثم ذكر مخالفتهم في بقية الأُمور المذكورة ، وذكر أنّ أوّل من ابتدع التكبير أربعاً في
__________________
(١) إشارة منه رحمهالله تعالى إلى ما بدأ به من إيراد الروايات في ص ٣٠٥.
(٢) في المصدر : ( الوَشْمَة ) بدل : ( الوَسْمَة ).
(٣) الهداية الكبرى : ٢٤٥ ٢٤٦ ، بتفاوت.