صلاة الأموات مروان بن الحكم ؛ لخوفه من قتل يزيد إيّاه بوصيّة أبيه له عند الصلاة عليه ، وذكر فيه أيضاً أنّه : « لا تقيّة في خمس : التكبير خمساً على الميّت ، والتعفير في دبر كلّ صلاة ، وتربيع القبور ، وترك المسح على الخفّين ، وشرب المسكر ». وهو طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
وهذا الخبر وإنْ كان موردُه الأُوليين بقرينة السورتين إلّا أنّه لا دلالة فيه على المنع من الجهر بها في الأخيرة أو الأخيرتين ، بل يستفاد منه استحبابُ الجهر ببسملة الحمد مطلقاً حيث كانت ؛ لأنّها إحدى السورتين.
فإنْ قلتَ : إنّ الحسين بن حمدان ضعّفه علماء الرجال كابن الغضائري (١) والنجاشي (٢) والطوسي (٣) بأنّه فاسد المذهب ، ملعونٌ كذّاب ، صاحب مقالة ؛ ولهذا عَدَّ من أبواب صاحب الزمان : محمّد بن أبي زينب ، ومحمّد بن نصير النميري ، وإنّ ابن نصير باب المهدي غائب بغيبته ، ويظهر بظهوره.
قلتُ : إنّ هذا الخبر إنّما هو من كتاب ( الهداية ) الموصوف بأنّه في غاية المتانة والإتقان ، ولم يروِ فيه ما ينافي المذهب ، وقد نقل عنه وعن كتابه هذا الأجلّاء من المحدِّثين كالشيخ أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري ، والشيخ حسن بن سليمان الحلّي ، وصاحب ( عيون المعجزات ) الذي قيل : إنّه السيّد المرتضى ، والأصحُّ أنّه الحسين بن عبد الوهاب والمجلسي ، وصاحب ( العوالم ) ، والحرُّ العاملي ، والسيّد هاشم التوبلي.
ومقتضى الجمع بين كلام القادحين والمادحين هو تعدّد الشخصين ، وإنّ صاحب ( الهداية ) سالمٌ من الذمّ ، مقبولُ الرواية.
وممّا يرشد إليه أنّ المذموم مقيَّدٌ بـ ( الجنبلاني ) وليس في كتبه كتاب ( الهداية ) ، وأنّ صاحب ( الهداية ) غير مقيّدٍ بـ ( الجنبلاني ).
__________________
(١) تنقيح المقال ١ : ٣٢٦ / ٢٨٩٢ ، نقلاً عن ابن الغضائري.
(٢) رجال النجاشي ١ : ١٨٧ / ١٥٧.
(٣) الفهرست : ١٠٣ / ٢٢١.