وأمّا من طريق أولي الأذناب فهو :
ما أخرجه الطبراني ، والدارقطني ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام : « إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان يجهر بها في الحمد » (١). ونقلوا عمل الصحابة على ذلك.
وقال الرازي في تفسيره الكبير : ( روى البيهقي في ( السنن الكبرى ) عن أبي هريرة ، قال : كان رسولُ الله ( ص ) يجهر في الصلاة ببسم الله الرّحمن الرّحيم ).
ثم قال بعد أن نقل عن البيهقي أنّه روى الجهر بها عن عمر بن الخطاب ، وابن عباس ، وابن عمر ، وابن الزبير ما لفظه : ( وأمّا إنّ عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه كان يجهر بالتسمية ، فقد ثبت بالتواتر ، ومَنْ اقتدى في دينه بعليّ بن أبي طالب فقد اهتدى. والدليل عليه قوله عليهالسلام : « اللهم أدرِ الحقَّ مع عليٍّ حيث دار » ) (٢).
وقد مرّ تصريح الرازي والشافعي بأنّ الجهر بالتسمية مذهب جميع المهاجرين والأنصار (٣). ومرّ أيضاً تصريحه بأنّ ابتداء الإسرار إنّما وقع خوفاً من بني أُميّة الأشرار (٤).
ومنه : ما في التفسير المذكور أيضاً ، قال : ( وروى أبو قلابة عن أنس أيضاً ـ : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وأبا بكر ، وعمر ، كانوا يجهرون ببسم الله الرّحمن الرّحيم ) (٥).
ومنه : ما نقله بعضُ المعاصرين من السادة الأبرار في هامش كتابه ( روح القرآن في فضائل أُمناء الرحمن ) (٦) من كتاب ( جمع الجوامع ) في أُصول الفقه لتاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي الشافعي ، المتوفّى سنة ٧٧١ (٧) : ( في مسند بشر بن معاوية ،
__________________
(١) المعجم الكبير ١١ : ١٤٩ / ١١٤٤٢ ، وفيه عن ابن عباس. سنن الدارقطني ١ : ٣٠٢ / ٢. بتفاوتٍ فيهما.
(٢) التفسير الكبير ١ : ١٦٨. (٣) انظر ص ٧٤ هامش ٢.
(٤) انظر ص ٧٢ هامش ٤. (٥) التفسير الكبير ١ : ١٦٩.
(٦) غير متوفر لدينا ، وذكره صاحب الذريعة بقوله : ( روائح القرآن في فضائل أُمناء الرحمن » للسيد المفتي السيد محمد عباس التستري الهندي المتوفى ١٣٠٦ ، طبع في لكناهو ، جمع فيه مائة وإحدى وثلاثين آية من القرآن في فضائل أمير المؤمنين وأولاده الأئمة عليهمالسلام وفرغ منه ١٢٧١ ). الذريعة ١١ : ٢٥٥.
(٧) عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي ( ٧٢٧ ٧٧١ ) ، أبو نصر ، قاضي القضاة ، المؤرخ ، الباحث ،