ولم نرَ نحنُ ولا غيرُنا ، صدر هذا الشأنُ في سائر الأزمانِ لغيره من العلماء والأعيان.
وقبض رضى الله عنه ، وله من العمر خمس وستون سنة ، تنقص قليلاً ؛ لأنّ مولده قدسسره سنة خمسين ومائتين وألف ، كما سمعته منه رحمهالله ، ووجدته بخطِّ والده الصالح ، مؤرِّخاً لولادته في أبيات ، موضع التأريخ منها : ( هذا بجوده ظفرنا ).
ووفاته سنة الخامسة عشرة وثلاثمائة وألف ، كما تقدم. وأصله رحمهالله من ( مركوبان ) قرية من قرى سترة من جزيرة البحرين ثم انتقل مع والده الصالح قدسسره إلى منامة البحرين ، واشتغل في مبدأ أمره برهةً من الزمان عند العالم العامل التقيِّ السيِّد عليٍّ (١) ابن المرحوم السيد محمد ابن المبرور السيد إسحاق البلاديِّ البحرانيِّ رضى الله عنه ، في النحو والصرف ، والمنطق ، والقراءة ، ونحوها ، حتى أذعن له هو وغيرُه بالفضيلة التامة. وقرأ ( شرح الباب الحادي عشر ) ، للمحقق الشيخ مقداد (٢) السيوري الحلّي رضى الله عنه عند العالم الأوّاه الشيخ عبد الله ابن الشيخ عباس الستريِّ البحرانيِّ (٣) ».
وبقي مقدار ثلاث سنين في البحرين لم يحضرْ عند أحد مشتغلاً بالتصنيف والتأليف ، وأجوبة المسائل الواردة عليه من البحرين وغيرها. ثم وفَّق الله الخيِّر الصالح ، الخال الحاج صلات جزاه الله خير الجزاء والصِّلات فسعى في رواحة
__________________
(١) ت (١٢٧٩) هـ. عالم تقيٌّ ورع. رثاه المترجَم بمرثية موضع التاريخ منها : ( غاب بدر الهدى ). أنوار البدرين : ٢٥١.
(٢) ت (٨٢٦) هـ. عالم متكلم محقق من مؤلَّفاته : ( كنز العرفان في فقه القرآن ) مطبوع ، و ( نضد القواعد الفقهيَّة ) مطبوع أيضاً. أعيان الشيعة ١٠ : ١٣٤ ، الأعلام ٧ : ٢٨٢.
(٣) ت (١٢٨١) هـ. أحد العلماء الأتقياء الورعين العابدين ، كثير النوافل والصيام والزيارة للأئمة عليهمالسلام ، كثير المواظبة على البحث والتصنيف والتدريس ، متواضع النفس. له مؤلفات ، منها : ( معتمد السائل في الفقه ) ، و ( الخلافيات ) ، و ( منية الراغبين ) ، وغير ذلك. وتوفي في سفره إلى مكَّة المكرَّمة بالطاعون ، في المنزل المسمى ( برابغ ) ، وتوفي معه كثير من صلحاء البحرين منهم والد المصنّف لهذه الترجمة كما أسلفنا سابقاً. أنوار البدرين : ٢٣٣.