للنجف الأشرف ؛ للحضور عند علمائها ، وقام بما يحتاج إليه من النفقات ؛ لضعف حال والده المرحوم. فمضى للنجف الأشرف ، واشتغل مدةً من الزمان ، على جملةٍ من الفضلاء والأعيان :
منهم : العالمُ المرتضى ، والحسامُ المنتضى ، علّامة العلماء ، الشيخ مرتضى الأنصاريُّ (١) ، من ذرِّيَّة جابر بن عبد الله الأنصاريِّ ، الصحابيِّ رضى الله عنه.
ومنهم : العالمُ العلّامةُ ، الفقيه الأُستاذ ، الشيخ محمد حسين الكاظميُّ النجفيُّ (٢).
ومنهم : العلّامةُ الفهّامة الصفيُّ ، الشيخ راضي (٣) الفقيه النجفي.
وغيرهم.
ثم اتفق وفاة والده الصالح ، ووالدي التقي المؤتمن الشيخ حسن في سلوكهما لمكَّة المشرفة والخال الصالح الحاج صلات ، والعلّامة المرتضى ، في سنة واحدة هي سنة (١٢٨١) هـ. والكلُّ له مدخلٌ في إقامته وإن كان الخال الحاج صلات رحمهالله هو السبب التامّ ، وهذا من صنيع الدهر الخوان مع الكرام.
فتعذَّر عليه الجلوس في النجف الأشرف ؛ لضيق المعاش ، فرجع إلى بلاده ( البحرين ) ، ملآنَ من العلوم والمعارف ، ولم يرجع بخُفَّي حنين (٤).
__________________
(١) ١٢١٤ ١٢٨١ ) هـ. الأُستاذ الإمام المؤسِّس ، شيخ مشايخ الإمامية. له مؤلفات ، منها : ( المكاسب ) ، و ( الرسائل ) ، وغيرهما. ولقد اكتسبت مؤلفاته حظاً عظيماً ، فرسائله ومكاسبه مضافاً إلى أن عليهما مدار التدريس شذّ مَنْ لم يعلق عليهما من مشاهير العلماء. الأعيان ١٠ : ١١٧.
(٢) ١٢٢٤ ١٣٠٨ ) هـ. انتهت إليه رئاسة الإمامية في بلاد العرب ، وقلَّده كافة العرب ، ووصلت إليه الأموال الكثيرة ، وكان يبسطها في الفقراء ولا يتناول منها أزيد ممّا يحتاجه على وجه الاقتصاد ، ولم يخلِّف داراً ولا عقاراً. وصنف كتاب ( هداية الأنام ) خمسة وعشرين مجلداً ، وصل فيه إلى كتاب القضاء ، وتوفي وهو مشغول به. الأعيان ٩ : ٢٥٨.
(٣) ت (١٣٢٢) هـ. عالم فقيه ، أُصولي محقِّق مدقِّق ، زاهد في الدنيا ، شديد التواضع ، يكره الشهرة ويحب العزلة إلا فيما لا بد منه للدين والدنيا. له مؤلّفات ، منها ؛ ( مصباح الفقيه ) ، تقريرات بحث الميرزا الشيرازي. أعيان الشيعة ٧ : ١٩.
(٤) رجَعَ بخُفَّي حُنَيْن ) مثلٌ يضرب عند اليأس من الحاجة ، والرجوع بالخيبة. مجمع الأمثال : ١ : ٢٩٦.