خاتمة
ختامٌ به الإتمام ، يشتمل على التنبيه على أمرين من أهمّ المهام :
الأوّل : غير خفيّ على النبيه النبيل أنّ ما تقدّم نقله عن الثقة الجليل الحسن بن أبي عقيل (١) ، من تواتر الأخبار عن الأئمّة الأبرار بعدم التقيّة في الجهر بالبسملة من أُولئك الأشرار ، وما رواه غائص ( بحار الأنوار ) ، عن الصادق عليه أفضل السلام المدرار ، أنّه قال : « التقيّة ديني ودين آبائي ، إلّا في ثلاث .. » (٢) وعدّ منها : الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، ينافي ما هو المشهور من عموم التقيّة للأُمور الكليّة والجزئيّة ، كما هو مقتضى عموم الأخبار المعصوميّة.
ويدلّ عليه بالخصوص حسن زكريا بن إدريس القمّي ، قال : سألت أبا الحسن الأوّل عليهالسلام عن الرجل يصلّي بقوم يكرهون الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، فقال لا يجهر (٣).
ويمكن الجمع بوجوه :
الأوّل : أنْ يكون المراد نفي التقيّة في الفتيا دون العمل.
الثاني : أنْ يراد نفيها إذا لم يبلغ الخوف على النفس والمال ، لا مع الضرر اليسير ، وإنّما تجوز التقيّة عند الخوف الشديد على النفس والمال.
الثالث : أنْ يكون المراد تخصيص عدم التقيّة به وبآبائه عليهمالسلام ، لا لسائر الناس ، وهو الظاهر من حاقّ اللفظ وسياق الكلام.
__________________
(١) الذكرى : ١٩١ ، مدارك الأحكام ٣ : ٣٦٠ ، جواهر الكلام ٩ : ٣٨٥.
(٢) البحار ٧٧ : ٣٠٠ / ٦١.
(٣) التهذيب ٢ : ٦٨ / ٢٤٨ ، الوسائل ٦ : ٦٠ ، أبواب القراءة ، ب ١٢ ، ح ١.