أولاده فضلاً عن أقرأني ، وزوَّجني بابنته وحباني ، وفوّض إليَّ أموره في حياته ، وجعلني وصيّاً إليه على وصاياه ووليّاً على أولاده بعد وفاته. فجزاه الله عني وعن جميع المؤمنين والمؤمنات أفضل الجزاء ، وحباه أحسن الحباء ، بحق محمد وآله الطاهرين النجباء ، صلوات الله عليهم عدداً لا يحصى.
واشتغلتُ عنده برهةً من الزَّمان في القطيف ، في النحو والصرف ، والمعاني والبيان والبديع ، والفقه ، والتوحيد. ثم سافرت إلى النجف الأشرف ، وتطفَّلت على الحضور عند جملةٍ من علمائها ، وقلعة من فضلائها ، كالمقدس الشيخ محمد حسين المتقدّم ذكره قدسسره وشيخنا الفاضل ذي المجد والشرف ، الشيخ محمد طه نجف (١) نُوِّر قبره ـ ، وشيخنا الأنجب الشيخ محمود ذهب (٢) ، وسيِّدنا التقيِّ الصفيِّ ، السيِّد مرتضى (٣) الكشميري النجفي قدَّس الله روحيهما ثم رجعت إلى القطيف مجاوراً له ، قدس الله روحه وتابع فتوحه.
وقد طَلب منه رضى الله عنه أهلُ البحرين مراراً بعد استقرارهم فيها من تلك الواقعة المتقدِّم ذكرها الرواحَ إلى بلادِهم ، فاعتذر منهم ، ثم ألحّوا عليه ثانياً ، وثالثاً ، فلم يجبهم.
فلما علموا أنه لا يجيبهم مستقلا بجميع عياله ، طلبوا منه الرواحَ إليهم ولو بعضَ السنة خمسة أشهر ، أو أزيد ، أو أقل مع بعض العيال ، ورغّبوه في ذلك ؛ لإرشاد
__________________
(١) ١٢٤١ ١٣٢٣ ) هـ. فقيه زاهد ، يضرب بزهده وتقواه المثل. انتقلت إليه الزعامة بعد وفاة الشيخ محمد حسين الكاظمي. له : ( الفوائد النجفية ) ، و ( إتقان المقال ) ، وغيرهما من المؤلفات ، وله عدة رسائل. أعيان الشيعة ٩ : ٣٧٥.
(٢) ت (١٣٢٤) هـ. عالم فاضل ثقة ورع ، تصدّى للتدريس والقضاء والإمامة. من مؤلفاته : ( رسالة في التقليد ) وأُخرى في : ( مسألة المتنجِّس لا يُنجِّس ). أعيان الشيعة ١٠ : ١١٠.
(٣) ١٢٦٨ ١٣٢٣ ) هـ. عالم ربّاني ، كان قليل المعاشرة والكلام ، في غاية الورع والتقوى. توفي بالكاظمية ، ودفن في كربلاء ، له كتاب ( أعلام الأعلام ) في الرجال. مصفّى المقال : ٤٥٧ ، أعيان الشيعة ١٠ : ١٢١.