الجهّال ، واحتياجهم إلى هديه وهداه على كل حال. فلمّا رأى كثرة إلحاحهم ، وعَلِم باحتياجهم ، أجابَهم إلى ما طلبوا ، ولبّاهم فيما رغبوا ، فانتقل إليهم ببعض العيال في كلِّ سنة مقدار أربعة أشهر أو خمسة ، ثم يرجع إلى وطنه في القطيف ، حتّى دعاه الله إليه في بلاد البحرين ، فلبّاه وأجرى عليه فيها حكمَه وقضاه ، قدّس الله تربته الزكية ، وأفاض عليه المراحمَ الربانية.
وله من المصنّفات (١) الجليلة ، والرسائل النبيلة ، المشبوعة من التحقيق والتدقيق ، ما يستحق أن يُكتب بالنور على جبهات الحور ويليق :
فمنها : الرسالة المسماة بـ ( قُرَّة العين في حكم الجهر بالبسملة ، فيما عدا الأُوليين ) مبسوطة جدّاً.
ومنها : رسالة لطيفة ، مختصرة منها.
ومنها : نقض الرسالة التي صنَّفها الفاضل التقيُّ الشيخ عليٌّ (٢) ابن الشيخ عبد الله الستريِّ ، حيث ذهب فيها إلى وجوب الإخفات بالبسملة في الأخيرتين ، تبعاً لابن إدريس (٣) رضى الله عنه.
ومنها : رسالة في الحبوة ، اختار منها إدخال الكتب العلمية ولو بالصلح ، وفاقاً لبعض القدماء من الأصحاب.
ومنها : الرسالة المسمّاة بـ ( منهاج السلامة في حكم الخارج عن بلد الإقامة ) مبسوطة.
__________________
(١) سنضع نجمة هكذا ( ) أمام الكتب المحقّقة ضمن هذا الكتاب.
(٢) ت (١٣١٩) هـ. عالم فقيه. انتقل من البحرين إلى مسقط ، ثم ( لنجة ) وبها توفِّي. من مصنفاته : ( لسان الصدق ) ، و ( منار الهدى في النص على الأئمة الأُمناء ) ، وغير ذلك من الكتب والرسائل. أنوار البدرين : ٢٣٦.
(٣) ٥٤٠ ٥٩٨ ) هـ. محمد بن أحمد بن إدريس الحلي. فاضل فقيه ، ومحقِّق ماهر. له كتاب ( السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي ) ، و ( مختصر تبيان الشيخ ). الكنى والألقاب ١ : ٢١٠.