اللهُ أكبرُ حُلَّ عِقْدُ الدين |
|
ورُميْ الهُدى فهوى على العرنين |
وسمعتُ منه قدسسره أنَّ السيِّد السند ، السيِّد أسد الله (١) ابن المرحوم حجَّة الإسلام السيِّد محمد باقر الأصبهانيِّ كان مغرماً بهذه النونيّة ، حتى إنه مدة شهرين من وفاة المرحوم المرتضى رضى الله عنه يستدعي القارئ وهو القارئ الشيخ علي الحمامكي ويأمره بإعادة قراءتها ؛ إعجاباً بها ، قدس الله أرواحهم.
وبالجملة ، فهذا الشيخ قدسسره قد حاز من كلِّ كمال أكملَه ، ومن كلِّ جمالٍ أجملَه. كان أعلى الله مقامه عالماً عاملاً ، تقيّاً نقيّاً ، كاملاً ورعاً ، فاضلاً زاهداً عابداً كريماً ، متواضعاً حليماً ، قلّما اتفقت لغيره من العلماء الأعلام ، وهذا لعمري غاية كمال الإنسان وفخره.
وها أنا ذا ذاكر (٢) بعض ما قاله فيه الأُدباءُ الكملاء ، من المراثي الرائعة الفائقة ، لئلا تكون دعوى مجردةً من الدليل ، والله الهادي إلى سواء السبيل.
قال أميرُ المؤمنين علي سلام الله عليه في العهد الكبير (٣) ، الذي كتبه لمالك الأشتر (٤) ( رضوان الله عليه ): «وإنّما يُستدلُّ على الصالحينَ ، بما يَجْرِي لهم على ألْسِنَةِ
__________________
(١) ت (١٢٩٠) هـ. ورعٌ تقيٌّ زاهد ، نافذُ القول. من آثاره العمرانية إجراء ماء الفرات إلى النجف الأشرف. له عدة مؤلَّفات في الفقه الاستدلاليِّ ، وكتابٌ في الرجال. أعيان الشيعة ٣ : ٢٨٧.
(٢) لم يذكر المتَرْجِم في الأصل شيئاً من القصائد ، وإنما ذكر ابنه القصيدتين الآتيتين ، وقد نقل خالنا المرحوم الحاج علي الشيخ حسين رحمهالله في بعض أوراقه أن مراثي الشيخ أحمد بلغت خمسين قصيدة.
(٣) اشتمل العهدُ المبارك على بيان قواعد وأُصول مهمة تتعلق بالقضاء والقضاة ، والحكام والرؤساء والمسؤولين ، ممّا يصلح أن يكون نبراساً متَّبعاً ، في قيادة الأُمة ، ومسيرتها ، ورعاية مصالحها. وقد شرحه الأستاذ الفكيكي رحمهالله في كتابه ( الراعي والرعية ) ، كما شرحه العلامة السيد عبد المحسن فضل الله في كتابه ( نظرية الحكم والإدارة ).
(٤) مالك بن الحارث. من أكابر حزب أمير المؤمنين علي عليهالسلام وعظماء شيعته ، شديد التعلُّق بولاء أمير المؤمنين عليهالسلام. قال فيه عليهالسلام بعد موته : « رحم الله مالكاً ، فلقد كان لي كما كنتُ لرسول الله صلىاللهعليهوآله ». وقد دبَّر معاوية قتله ، حتّى مات مسموماً رضوان الله عليه سنة ( ٣٩ هـ ). أنظر أعيان