عِبادِهِ» (١).
يقول الأحْقر حسين ابن المؤلِّف لهذه الترجمة اللطيفة ، زاد الله في الخلد تشريفه : إلى هنا انتهى كلامه ، وحيث إن خدمتهما كليهما واجبة على قنِّهما ، عزمتُ على أن أنقل هنا قصيدتين فاخرتين ، وبهما استكفي ، والله الموفق.
فأقول : ممّن رثاه زينُ المجتهدين المحقِّقين ، وفخرُ الفضلاء المدقِّقين شيخُنا التقيُّ الأفخر ، الشيخ حسن علي (٢) ابن المبرور الشيخ عبد الله بن بدر الخطي قدسسره ، ونوِّر قبره ، قال لله درّة :
طرقتكِ يا أُمَّ العلومِ |
|
فقماءُ تُذهب بالحلومِ (٣) |
وأرتك في الظهرِ الكواكب |
|
فاقعدِي جزعاً وقومي |
وأتتك تنْسفُ راسيا |
|
تِ العلمِ بالريحِ العقِيم (٤) |
وتلفُّ ألويةَ الشريعة |
|
رأيَ عينِك كالرقيم |
خلعت على وجه ألزما |
|
ن براقع الجهل الفخيم (٥) |
__________________
الشيعة ٩ : ٣٩.
(١) نهج البلاغة : ٥١٧.
(٢) ١٢٧٨ ١٣٣٤ ) هـ. عالم فاضل ، من أقطاب العلم والمعرفة ، مجاهد ، قام بواجبه الدينيِّ خير قيام. كان له الأثرُ الكبير في إرشاد كثير من المقلِّدين للأموات من المحدِّثين إلى تقليد الأحياء. نال درجة الاجتهاد ، وحصل على الإجازات من علماء عصره كشيخ الشريعة الأصفهاني رحمهالله والشيخ عبد الله المازندراني ، وتسنَّم المرجعيّة بجدارةٍ واستحقاق.
كما كان مجاهداً في سبيل الله ، وله أثر بالغ في الثورة العراقيَّة الكبرى ، حيث كان أحدَ الأقطاب في إثارة الهمم ، ولمّ الشعث في ضم القبائل العراقيَّة مع عساكر تركية في مقابل عساكر بريطانية ، بعد احتلال البصرة سنة (١٣٢٤) هـ. كما أنّه أصدر فتوًى بوجوب الجهاد على المسلمين عند ما هجمت إيطالية على طرابلس الغرب ( ليبيا ) سنة (١٣٢٩).
له عددٌ من المؤلفات ، منها : ( وسيلة المبتدئين إلى فهم عبائر المنطقيِّين ) ، وحاشية على ( فرائد الأُصول ) ، وحاشية على ( كفاية الأُصول ). انظر ترجمته في : الأزهار ٣ : ١٦٨ أنوار البدرين : ٣٧٩.
(٣) فقم الأمر فقوماً : عظم. والحلوم مفردها حِلم ، بالكسر : الأناة والعقل.
(٤) الريح العقيم : ريح الإهلاك.
(٥) في الأزهار ٢ : ١٢٠ ( براقع الليل البهيم ) ، بدل : ( الجهل الفخيم ).