تبصرة
[ في مراعاة الترتيب ]
لا خلاف بين علمائنا في وجوب مراعاة الترتيب في أفعال الوضوء سوى بين القدمين واشتراطه في صحّته.
ويدلّ عليه بعد الإجماع محصّلا ومنقولا عدّة من الأخبار المعتبرة القوليّة والفعليّة ، فلو خالف الترتيب عمدا أو سهوا أو جهلا وجب عليه الرجوع بما يحصل معه الترتيب إلّا أن يجيء هناك مفسد كفوات الموالاة أو عزوب النيّة كما إذا قدّم اليمين على غسل الوجه ، فعزبت عنه النيّة حين غسله ، فإنّه لا يكتفي إذن بغسله بناء على اعتبار الإخطار ، فيكفي إذن تغسيله ما حقّه التأخير خاصّة كما نصّ عليه الفاضلان وجماعة.
وربّما يقال بلزوم اعادة الأمرين لوقوعه كذلك في غير محلّه ، ولظاهر غير واحد من الأخبار كالموثق : « إن نسيت فغسلت ذراعك قبل وجهك (١) ثمّ اغسل ذراعك » (٢).
وهو ضعيف جدّا ؛ إذ لا مقتضي لإعادة ما حقّه التقديم.
وفي البحار (٣) بعد ذكر هذا الاحتمال : ولا يخفى وهنه. والرواية المذكورة وما بمعناها ليست صريحة في ذلك ، مضافا إلى الموثق : « إذا بدأت بيسارك قبل يمينك ومسحت رأسك ورجليك ثمّ استيقنت أنّك بدأت بها غسلت يسارك ثمّ مسحت رأسك ورجليك » (٤).
وهي أصرح دلالة ممّا يخالفها.
__________________
(١) زيادة في ( د ) : « فأعد غسل وجهك ».
(٢) الكافي ٣ / ٣٥ ، باب الشك في الوضوء ومن نسيه أو قدم أو أخر ، ح ٦.
(٣) بحار الأنوار ٧٧ / ٢٦٣.
(٤) وسائل الشيعة ١ / ٤٥٤ ، باب وجوب الإعادة على ما يحصل معه الترتيب ، ح ١٤.