تبصرة
*في نجاسة الكافر وأقسامه*
الثامن من النجاسات : الكافر بأقسامه.
ولا خلاف بين الأصحاب بل الأمّة في نجاسته في الجملة.
ويدلّ عليه بعد الإجماع : الكتاب والأخبار المستفيضة والسيرة القاطعة.
نعم ، هناك خلاف ضعيف في خصوص أهل الكتاب حيث ذهب شذوذ من الأصحاب إلى طهارتهم. ويعزى ذلك إلى الإسكافي والعماني والمفيد في أحد قوليه.
وربّما ينسب إلى الشيخ في النهاية.
وفي دلالة كلامه عليه بحث ، والأظهر عدم دلالته عليه. ولو دلّ عبارته هناك على الطهارة لدلّ على طهارة سائر الكفار ؛ إذ ليس في كلامه ذكر لخصوص أهل الكتاب. وقد نصّ قبل تلك العبارة بنجاسة الكفار على اختلاف مللهم ، بل في دلالة عبارة المفيد عليه تأمل. وكذا في عبارة العماني.
وربما يتأمل أيضا في عبارة الإسكافي ؛ إذ (١) مدلول كلامه حلّية ذبائح أهل الكتاب ، وما صنع في أواني مستحلّي الميتة ومواكلتهم ، فإن دلّ ذلك على الطهارة لدلّ على طهارة غير أهل الكتاب أيضا. ولا قائل به ظاهرا.
وكيف كان ، فالقول بطهرهم من الوهن بمكان ؛ لقيام الأدلّة الظاهرة على نجاستهم ، منها قوله تعالى : ( إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ) (٢).
والمناقشة فيها بأن « النجس » مصدر لا يحمل على الذات إلا بتقدير كلمة « ذو » ، فلا
__________________
(١) في ( د ) : « أو ».
(٢) التوبة : ٢٨.