الخليل (ع) سرورا بها : ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) ؛ قال الله تبارك وتعالى : ( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، فأبطلت هذه الآية إمامة كلّ ظالم الى يوم القيامة وصارت فى الصّفوة ، ثمّ أكرمه الله تعالى بأن جعلها فى ذرّيّته أهل الصّفوة والطّهارة فقال تعالى : ( وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ ) ، فلم تزل فى ذرّيّته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتّى ورّثها الله عزّ وجلّ النّبيّ فقال جلّ وتعالى : ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) ، فكانت له خاصّة فقلّدها (ص) عليّا (ع) بأمر الله عزّ وجلّ على رسم ما فرض الله فصارت فى ذرّيّته الأصفياء الّذين آتاهم الله العلم والايمان بقوله تعالى : ( وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ ) فهى فى ولد عليّ (ع) خاصّة الى يوم القيامة اذ لا نبىّ بعد محمّد فمن أين يختار هؤلاء الجهّال؟
( الى ان قال )
وقال الصّفوانىّ فى حديثه : ( قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) ، ولقد راموا صعبا ، وقالوا افكا وضلّوا ضلالا بعيدا ووقعوا فى الحيرة اذ تركوا الامام عن بصيرة وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل وكانوا مستبصرين. رغبوا عن اختيار الله واختيار ـ رسوله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وأهل بيته الى اختيارهم والقرآن يناديهم : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) من أمرهم ( سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ، وقال عزّ وجلّ : ( وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) ، الآية ، وقال جلّ وعزّ : ( ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ ) ، انّ لكم فيه لما تخيّرون أم لكم أيمان علينا بالغة الى يوم القيامة انّ لكم لما تحكمون ، سلهم أيّهم بذلك زعيم أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم ان كانوا صادقين ، وقال عزّ وجلّ : ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها ) أم ( طُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ ) أم قالوا : ( سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ ) ، ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ ) ، و ( لَوْ عَلِمَ اللهُ