بسم الله الرّحمن الرّحيم
( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ) (١) والحمد لله الّذي اصطفى محمّدا لرسالته ، وارتضاه لنفسه ، وائتمنه على وحيه ، وابتعثه نبيّا الى خلقه رحمة للعالمين ، يبشّر بالجنّة من أطاعه ، وينذر بالنّار من عصاه إعذارا وإنذارا ، وأنزل عليه كتابا عزيزا (٢) ( لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) (٣) احتجاجا على خلقه بتبليغ حجّته وأداء رسالته ، وإنفاذ حكمه وإقامة حدوده ، وتحليل حلاله وتحريم حرامه ، آمرا بطاعته ناهيا عن معصيته ، قد أكمل (٤) له دينه ، وهداه لرشده وبصّره من العمى ، وعصمه من الضّلالة والرّدى [ وأقامه على المحجّة البيضاء (٥) ] يقول الله ـ عزّ وجلّ ـ : ( إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً * وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً * رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً ) (٦) ويقول عزّ وجلّ : ( وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ) (٧) وقال
__________________
(١) آية ١ سورة الانعام.
(٢) م : « عربيا » وهو مأخوذ من قوله تعالى ( وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ ) ( آية ٤١ سورة فصلت ).
(٣) آية ٤٢ سورة فصلت.
(٤) ح ج س مج مث : « أكمل الله ».
(٥) فى م فقط.
(٦) آية ١٦٣ و ١٦٤ و ١٦٥ سورة النساء.
(٧) آية ٥٥ سورة الانعام.