تصدير
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربّ العالمين ، وأفضل الصلاة وأتمّ السلام على سيدنا ونبيّنا المصطفى الأمين المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله الهداة الميامين وصحبه المخلصين.
وبعد ، فإنّ علم الفقه هو من أشرف العلوم التي حثّ عليها الشارع الحكيم ، فيه يعرف الحلال من الحرام والمكروه من المستحبّ ، وبه يميّز المسلم العمل الصحيح من السقيم.
وقد صنّف علماء الإسلام كتبا جمّة منذ إن نشأ هذا العلم يصعب على الباحث عدّها. وكان كلّ فقيه يصنّف ويقصد به سدّ فراغ في المكتبة الإسلامية. وقد كتبت مصنّفات بعضها مطوّلة ، وبعضها اقتصرت على أمّهات المسائل ، وبعضها كتبت بلغة سهلة وبيان واضح قصد به مؤلّفه أن يقرأه أكبر عدد من الناس ، وبعضها كتبت بلغة علمية مختصرة قد لا يتيسّر فهم عباراتها إلّا لأهل الفن والاختصاص.
وقد حمل هؤلاء العلماء أعباء الرسالة الإسلامية وشيّدوا بنيانها ، فهم « حصون الإسلام » و « أمناء الرسل ».
ويعدّ الشهيدان السعيدان : محمد بن مكيّ الجزيني العاملي وزين الدين بن علي العاملي من ألمع الشخصيّات العلميّة في المجالات الفقهيّة والأصوليّة والعقائديّة وغيرها.
وقد قدّر لكلّ واحد منهما أن يثري المكتبة الإسلاميّة بتصانيفه الغزيرة وتآليفه الكثيرة في أكثر من حقل من حقول العلم والمعرفة.