( واستحضار إنّه أكبر من أن يحيط به وصف الواصفين ، ويلزمه احتقار جميع ما عداه من الشيطان والهوى المطغيين والنفس الأمّارة بالسوء ) فإنّ العبد متى عرض له أمران : أحدهما مراد لله والآخر مراد للشيطان أو للهوى أو للنفس الأمّارة ، فاختار مراد غير الله ، فهو عنده أكبر من الله التزاما ، بل يكون عبدا له على الحقيقة وإن كان يعترف لله بالعبوديّة باللسان.
قال الله تعالى ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ ) (١) وقال صلىاللهعليهوآله : « تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار » (٢). وأطلق عليه العبوديّة لها ، لإيثاره لهما وميله إليهما وإن اعتقد مع ذلك معبوديّة الله تعالى ، نسأل الله العافية والمسامحة.
( والخشوع ) وهو ـ هنا ـ الخضوع والتطامن والتواضع كما مرّ.
( والاستكانة ) استفعالة من الكون ، أو افتعالة من السكون ، وهي الذلّة والمسكنة ( عند التلفّظ بها والإفصاح بها مبيّنة الحروف والحركات ).
( والوقف على أكبر بالسكون ) ، لقول النبيّ صلىاللهعليهوآله : « التكبير جزم » (٣).
والمراد من عدم سكونه الذي هو خلاف الأولى : إعرابه مع وصله بكلام بعده ـ أمّا دعاء الاستفتاح أو القراءة ، فإنّه حينئذ جائز ـ لا إعرابه مع الوقف عليه ، فإنّه لحن مبطل.
وفي حكم الإعراب هنا الروم والإشمام والتشديد ، لأنّها ليست بجزم.
( وإخلاؤها من شائبة المدّ في همزة الله وباء أكبر ، بل يأتي بأكبر على وزن أفعل ) واحترز بالشائبة المذكورة عمّا لو تحقّق المدّ في الموضعين ، فإنّ التكبير يبطل به وإن لم يقصد الاستفهام بالأوّل ، والجمع بالثاني على أصحّ القولين ، إذ لا اعتبار للقصد في دلالة اللفظ على معناه الموضوع له.
وكذا يستحبّ ترك المدّ الزائد على الطبيعي على الألف الذي قبل الهاء في الله ،
__________________
(١) « الجاثية » ٤٥ : ٢٣.
(٢) « سنن البيهقي » ٩ : ١٥٩ باب فضل الجهاد.
(٣) « تهذيب الأحكام » ٢ : ٥٨ ـ ٢٠٤ وفيه : عن الصادق عليهالسلام ، « النهاية في غريب الحديث » ١ : ٢٧٠ عن النخعي ، والظاهر أنه حديث نبوي ، لقوله : في حديث ، والمعروف أنّ إطلاق لفظ الحديث ينصرف إلى قول النبيّ صلىاللهعليهوآله غالبا.