باب
في الاستدلال بقوله تعالى : إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ
وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا (الخ) على إمامة علي عليه السّلام
[أقول] إن الآية الشريفة ـ بعد الأخبار المتقدمة في الباب السابق الواردة كلها في نزول الآية في علي بن أبي طالب عليه السّلام ـ تكون ظاهرة في إمامته عليه السّلام فان مفادها ـ بعد ورود تلك الأخبار ـ يكون هكذا : إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وعلى بن أبي طالب عليه السلام ، فقوله تعالى : (وَاَلَّذِينَ آمَنُوا) (الخ) وإن كان لفظ جمع ولكنه قد أريد منه شخص واحد وحمل لفظ الجمع على الواحد جائز إذا كان على سبيل التعظيم ، ولفظ الولى وإن كان له معانى متعددة ـ قد عرفتها مفصلاً في الباب السادس والأربعين ، كالمحب والصديق والناصر والجار والحليف ومالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف وغير ذلك ، ولكن الظاهر من الولي هنا ـ بعد وضوح تبادر الحصر من إنما ـ هو مالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف ، فانه المعنى الذي يلائم الحصر في اللّه جل وعلا وفى رسوله وفى علي بن أبي طالب عليه السلام لا المحب أو الصديق أو الناصر وما أشبه ذلك ، إذ من الواضح المعلوم أن المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ـ كما في القرآن الكريم ـ من دون اختصاص بالثلاثة المذكورين ، وبعض الروايات المتقدمة وإن فسر الولى فيها بمعنى المحب أو الصديق أو